بعد نحو4 أشهر من تحرير أكبر الحدائق النباتية في العالم, وهي حديقة الأورمان التي احتلها جماعة الإرهاب وعاثوا فيها تدميرا وفسادا حتي قضوا علي معظم الأشجار النادرة والمعمرة التي تعدت مائة سنة عمرا, وهذا ما دفع الدولة لبذل جهد مختلف الجهات لإعادة هذا المعلم المهم إلي مكانته, فقام مركز توثيق التراث الحضاري التابع لمكتبة الاسكندرية بمتابعة توثيق وتوفير المعلومات بالحديقة لتعويض خسائرها والحفاظ علي ما بقي منها. وعند التخطيط لشارع الجامعة في عام1934 تم استقطاع الجزء الجنوبي منها وضم لحديقة الحيوان فأصبحت مساحة الأورمان28 فدانا, لتحمل هذا الاسم حتي الآن وهو لا يعني( الرمان) كما يعتقد البعض ولكنه يعني باللغة التركية: الغابة أو الأحراش, وبلغت التصنيفات النباتية بها قبل عمليات التدمير مائة فصيلة نباتية بها600 نوع نباتي وشجري, ووجد بها قسم لتبادل الجذور مع حدائق العالم والمراكز البحثية ومعشبة بها5 آلاف نوع دمرها المعتدون علي وطنهم ومستقبل أبنائهم, بل وقاموا بقطع وحرق أشجار لا مثيل لها في العالم. الدكتور ياسر الشايب مدير المركز أكد أن الخديو إسماعيل أنشأ هذه الحديقة علي مساحة95 فدانا لتحوي أشجار نادرة في عام1875, وزودها بأشجار الفاكهة والموالح والخضر التي وفر كثيرا منها من جزيرة صقلية, وخصص بها جزءا لقصر الخديو والذي عرف بسراي الجيزة, وكلف مهندسا فرنسيا بمعاونة كبير البساتين إبراهيم حمودة لجلب أشجار ونباتات نادرة عالميا, وخصص منها الحرملك في الجزء الغربي لحديقة الحيوان ثم فصلها عنها في عام1890, وظلت الحديقة تابعة للخديو حتي عام1910 ثم تسلمتها وزارة الزراعة وأضاعوا كنزا مصريا لا يعوض. وقال د.الشايب: إن المركز أطلق موقع الخريطة النباتيي لحديقة الأورمان علي النت بدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, لتوفير معلومات دقيقة عن الحديقة للباحثين العلميين وصانعي القرار والمستخدمين العاديين للمتابعة والإسهام في الحفاظ علي الإرث النباتي وذلك ضمن برنامج المركز لتوثيق6 حدائق نباتية في مصر وسلالات الخيول, وللإسهام في توفير الفاقد من المقتنيات للحفاظ علي الحديقة من الإندثار, ولذلك تم إمداد الأورمان بالوسائل التكنولوجية الحديثة وتدريب الباحثين العاملين علي استخدام قواعد البيانات الخاصة بتوثيق بيانات النباتات وللحفاظ علي التراث الطبيعي المصري, إضافة لإنشاء الخرائط الرقمية للحديقة بنظم المعلومات لتسهيل الإستخدام وتحديد المواقع بداخلها, لذلك فإن خبراء مركز التوثيق قاموا بتصوير وتوثيق245 لوحة أثرية فنية معشبية مرسوم بها أهم أشجار حديقة الأورمان علي مر تاريخها إضافة لمجموعات النباتات المعشبية الأثرية المهداه للملك فاروق والتي تبلغ نحو ألفي عينة. وأضاف المهندس عمرو ربيع رئيس قطاع التشجير بوزارة الزراعة أن هناك مجموعة مكلفة من الباحثين لجمع المادة العلمية عن نباتات الحديقة وتغذية قاعدة البيانات بالمعلومات والصور وتحديد الأشجار علي الخريطة, ومجموعة أخري لتعريف النباتات ومراجعة المعلومات العلمية بالتنسيق مع المستشار العلمي للمشروع, إضافة لعملية تصوير نباتات الحديقة وتصنيفها ستستمر عامين لتشمل أشجار الغابات المستقدمة من بولونيا والأشجار والنباتات المزهرة والتي تتعدي نحو ألف نوع نباتي و5 آلاف عينة معشبية وأشجار البامبو غير الموجودة عالميا وورد البحر المعروف باسم الطاقية والكثير من أنواع النخيل منها الزينة والرخامي والكناري والملوكي والفونسكس ومساحات مميزة من نبات الصبار إضافة لنحو10 آلاف شجرة نادرة تعرضت معظمها للتدمير والتكسير يتم استعواضها الآن وعلي رأسها الخيزران والصنوبر وعدد من المخروطيات بل أن جميع أنواع الصباريات تعرضت للسرقة أو التدمير وجميعها لا تقدر بثمن لقيمتها وندرتها عالميا ضمن المجموعات الأساسية من الأشجار المخروطية من النخيل والشجيرات والمتسلقات والنباتات المائية والنصف مائية والعصارية والشوكية وأخري من أبصال الزينة والنباتات الطبية. وقال: إن الوزارة تتولي حاليا صيانة الأشجار المعمرة ومكافحة الأمراض التي تتعرض لها وإجراء عمليات تقليم وري مناسبة حسب احتياجات النباتات كل علي حدة, وإكثارها بالطرق التقليدية بجمع البذور وإعادة زراعتها لتحل محل كبيرة السن أو باستخدام وسيلة العقلة أو بالجذور تحت سطح التربة مثل البامبو الذي يوجد منه10 أصناف نادرة. وكذلك إكثار أنواع مهمة مثل النخيل الملوكي والكناري والسيسفورسيا وعصفور الجنة وغيرها.