وسط تحذيرات الخبراء من مخاطر الاعتماد علي الفحم كوقود بديل للصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة بسبب الانبعاثات الضارة التي ينتجها, أصبحت الحاجة ملحة للاعتماد علي مصادر متجددة للطاقة كالشمس والرياح لحل أزمة الطاقة في مصر. ورغم الخطة الطموح التي وضعها المجلس الأعلي للطاقة في فبراير2008 والتي تهدف لمساهمة الطاقة المتجددة بنسبة20% من إجمالي الطاقة الكهربية المولدة بحلول عام2020, إلا أن ماتم تنفيذه حتي الآن من مشروعات لم تتعد نسبته1%. المعوقات كثيرة وعلي رأسها مافيا المنتفعين من استمرار الاعتماد علي مصادر الطاقة التقليدية كالبترول والغاز, ومن بينها عدم وجود إعفاءات جمركية علي معدات تصنيع الطاقة المتجددة التي يتم استيرادها في ظل ضعف التصنيع المحلي لهذه المعدات وغياب دور المراكز البحثية لنقل وتوطين التكنولوجيا. ورغم تلك الصعوبات فإن الخبراء يؤكدون أن مصر ستشهد دفعة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة بحلول العام المقبل, ولكن ذلك يعتمد علي عاملين أساسيين أولهما الوعي المجتمعي بضرورة التحول للمصادر الجديدة, والعامل الآخر هو تبني صانع القرار في مصر لتطبيقات الطاقة المتجددة. وخلال ندوة عقدتها مكتبة الإسكندرية ببيت السناري أوضح المهندس محمد يونس من إدارة الخلايا الفوتوفولتية بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة أن أنشطة الهيئة تتركز في4 مجالات هي الرياح والطاقة الشمسية ومراكز البحوث والاختبارات وبناء القدرات. ففي مجال الرياح الذي يشكل النسبة الأكبر في الخطة الطموح(12% بقدرة7200 ميجاوات) حيث تتمتع مصر بسرعات رياح عالية بمناطق غرب خليج السويس وعلي جانبي النيل وبعض المناطق بسيناء, فقد بدأ تشغيل مزارع رياح الزعفرانة والغردقة بقدرة550 م. و, علي مراحل اعتبارا من عام2001 وبلغت الطاقة المنتجة حوالي10 مليارات كيلو وات ساعة, وساهمت في توفير الوقود بما يعادل حوالي2مليون طن بترول مكافئ, كما أنه تم تجنب انبعاثات ضارة تقدر بحوالي5.4 مليون طن ثاني أكسيد كربون. أما في مجال الطاقة الشمسية وأوضح يونس أن الأطلس الشمسي لمصر يشير إلي أن شدة الإشعاع الشمسي المباشر بين30002000 ك.و.س, وتتراوح ساعات السطوع الشمسي بين119 ساعة يوميا مع أيام غيام محدودة علي مدار العام, الأمر الذي يؤهل مصر لاستغلال ثرائها من هذا المصدر في مختلف التطبيقات. كما أشار إلي أن المحطة الشمسية الحرارية بالكريمات تعتبر أحد أهم المشروعات التي تم تنفيذها علي مستوي قارة إفريقيا بقدرة140 م.و. ومن المخطط الوصول بالقدرات المركبة من الطاقة الشمسية إلي حوالي3500 ميجاوات في الفترة من عام2016 وحتي عام2027 موزعة علي عدد من المشروعات, حيث سيتم إنشاء10 محطات توليد بالخلايا الفوتوفولتية بقدرة إجمالية200 ميجاوات مقسمة إلي10 قطع كل منها بقدرة20 ميجاوات. وتشير التقارير الدولية إلي أن نسبة التصنيع المحلي لمحطات الطاقة الشمسية في مصر بلغت40% من الحقل الشمسي في محطة الكريمات وهذه النسبة يمكن أن تزيد مستقبلا إلي60% ويعد الحصول علي مكونات عالية الدقة للمرايا المكونة للخلايا الشمسية هو أحد أهم العوائق التي تحول دون تحقيق المزيد من النمو في تصنيع محطات الطاقة الشمسية, رغم امتلاك مصر أكبر مصانع في الشرق الأوسط لتصنيع الزجاج المصقول لعمل تلك المرايا المكافئة ولكن يظل غياب مراكز البحوث والاستثمار لتطوير تلك التقنيات العائق الأكبر لتحقيق هذا الهدف المنشود.