ما يجري في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي يثير مخاوف كثيرة حول مصير وحدة الأراضي الليبية, وإمكانية نجاح السلطة المركزية في السيطرة علي جميع أمور الدولة, خاصة مع انتشار الميليشيات المسلحة في جميع المناطق الليبية. وتدق الاشتباكات التي وقعت أمس الأول بين إحدي هذه الميليشيات وسكان إحدي مناطق العاصمة طرابلس ناقوس الخطر من تردي الأوضاع في البلاد إذا استمرت الأحوال علي ما هي عليه. لقد سبق أن قرر المؤتمر الوطني الحاكم منذ عدة أيام حل غرفة عمليات ثوار ليبيا, ونقل تبعية جميع التشكيلات المسلحة الشرعية إلي رئاسة أركان الجيش, وهي الغرفة التي تتشكل من عدة آلاف من الثوار السابقين الذين قاتلوا إلي جانب حلف الناتو للإطاحة بحكم القذافي, ويعتبرها المراقبون دولة داخل الدولة. ورغم تأكيد هذه الغرفة علي أن مهمتها تنحصر في بسط الأمن للمواطن الليبي لينعم بالاستقرار, إلا أن الاتهامات كانت تطاردها بالتورط في حوادث كثيرة منها اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان في أكتوبر الماضي, ومحاصرة مقر المؤتمر العام والسطو علي مقر بنك ليبيا المركزي. إن عودة الدولة المركزية في ليبيا الآن ينبغي أن تكون الهدف الذي يلتف حوله الجميع, خاصة في ظل محاولات فصل بعض الأقاليم عن الدولة بشكل أو بآخر, ولن تعود هذه الدولة القوية إلا بالتخلص من الميليشيات, وبسط نفوذ أجهزة الحكومة علي جميع القطاعات والأراضي الليبية. لمزيد من مقالات راى الاهرام