قبل صدور أي قرارات دولية مناهضة لأنشطة التجسس الأمريكية المثيرة للجدل, اكدت الولاياتالمتحدة أنها بصدد مراجعة أنشطة المراقبة والتجسس التي تقوم بها أجهزة المخابرات الأمريكية,تنفيذا لأمر أصدره الرئيس باراك اوباما قبل أيام. وأوضحت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ما كنا لنجري هذه المراجعة لو لم نكن نعتقد أن هذه البرامج تستحق إعادة التدقيق فيها, مؤكدة أنه إذا ما تبين أن هناك حاجة إلي إجراء تغييرات فبالتأكيد سنكون منفتحين علي إجرائها. يأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه فضيحة انشطة التنصت الواسعة النطاق التي مارستها وكالة الامن القومي الأمريكية, والتي كشفتها تسريبات المستشار السابق في الوكالة إدوارد سنودن, وكانت أحدث حلقاتها ما نشرته صحيفة واشنطن بوست حول رصد الوكالة لبيانات مئات الملايين من مستخدمي عملاقي الإنترنت جوجل وياهو خارج وداخل الولاياتالمتحدة.واكدت واشنطن بوست استنادا الي وثائق حصلت عليها من سنودن, اللاجئ حاليا في روسيا, ان البرنامج الذي اطلق عليه اسم موسكولار ونفذته وكالة الأمن القومي الاميركية مع نظيرتها البريطانية يسمح للوكالتين بجمع معلومات من الألياف البصرية التي يستخدمها عملاقا الانترنت. يأتي ذلك في الوقت الذي وطرحت فيه ألمانيا والبرازيل مشروع قرار علي أعضاء لجنة بالجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول, للمطالبة بإنهاء التجسس الإلكتروني المفرط وجمع البيانات وعمليات الانتهاك الجسيمة الأخري للحياة الشخصية.ولم يحدد مشروع القرار أي دولة بالإسم, علي الرغم من أن دبلوماسيين بالأمم المتحدة قالوا إنها تستهدف بشكل واضح الولاياتالمتحدة. ويدعو المشروع الألماني- البرازيلي الجمعية العامة للامم المتحدة إلي إعلان قلقها العميق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والانتهاكات التي ربما تنتج عن القيام بأي مراقبة للاتصالات بما في ذلك المراقبة الخارجية للاتصالات, بالإضافة إلي الدعوة لاتخاذ إجراءات لإنهاء الانتهاكات لهذه الحقوق وتوفير الظروف المواتية لمنعها بما في ذلك ضمان التزام التشريعات الوطنية ذات الصلة بالقانون الدولي لحقوق الانسان. يأتي ذلك, في الوقت الذي استدعت فيه وزارة الخارجية الماليزية أمس رؤساد البعثات الدبلوماسية الأمريكية والاسترالية في كوالالمبور للاحتجاج علي المعلومات حول برنامج التجسس عليها, لتحذو في ذلك حذو كل من اندونيسيا والصين. وفيما يتعلق بأزمة التسريبات الأمريكية, طالب إدوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي في رسالة له- كشف عن محتواها النائب البرلماني في حزب الخضر هانز كريستيان شتروبليه- بمساعدة المجتمع الدولي لإقناع الإدارة الأمريكية بإسقاط تهم التجسس عنه. وقال سنودن في رسالته إنه يرغب في الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي عن برامج المراقبة في وكالة الأمن القومي وإنه علي استعداد لمساعدة المسئولين الألمان في التحقيق في مزاعم تجسس واشنطن علي برلين. كما ألمح إلي أن تلك الأمور لن تحدث تسقط واشنطن تهم التجسس عنه, خاصة وأنه لا يوجد ما يشير إلي ذلك حتي الآن. كما اعترض أيضا علي استمرار معاملة الحكومة الأمريكية له كمنشق وسعيها لتجريم الخطاب السياسي وإسناد تهم جنائية له, معربا عن ثقته من دعم المجتمع الدول له وتخلي الحكومة الأمريكية عن سلوكها الضار. وأضاف أنه لن يتحدث داخل ألمانيا أو أي مكان آخر عن المزيد من الوثائق حتي يتم حل الموقف.