تواصلت أمس الجهود الدبلوماسية الدولية تمهيدا لعقد مؤتمر جنيف 2 في الثالث والعشرين من الشهر المقبل, حيث التقي في لندن وزراء خارجية11 دولة غربية وعربية والمعارضة السورية المعتدلة لعقد اجتماع جديد لمجموعة أصدقاء سوريا بهدف التحضير لجنيف2 واقناع المعارضة بالمشاركة فيه. وفي الكويت التقي الموفد الدولي لسوريا الأخضر الابراهيمي مسئولين في الكويت في سياق جولة يقوم بها في المنطقة. وقبيل اجتماع لندن, التقي جون كيري وزير الخارجية الامريكي مع وزيري خارجية فرنسا وقطر لوران فابيوس وخالد العطية في باريس أمس, حيث شارك في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية. ورد كيري علي تلميح الرئيس السوري بشار الأسد إلي إمكانية ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل بالقول إن علي الأخير أن يعلم بأن الحرب في بلاده لن تتوقف طالما استمر في السلطة, ونفي وجود أي تغيير في موقف بلاده حيال سوريا. ونقلت شبكة سي.إن.إن عن كيري القول:علي الأسد أن يعود لقراءة مقررات مؤتمر جنيف الأول, والتي تنص علي وجوب تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين الجانبين, النظام والمعارضة, بصرف النظر عن هوية الطرف المتفوق علي الأرض. واضاف كيري: لا أعرف أحدا يؤمن بأن المعارضة قد تقبل بأن يكون الأسد جزءا من الحكومة الجديدة, وإذا اعتقد الأسد أنه سيكون جزءا من الحكومة الجديدة, وإذا اعتقد أنه سيتمكن من حل المشكلة عبر الترشح لانتخابات جديدة فيمكنني عندها أن أقول له إنني متأكد بأن الحرب لن تتوقف طالما استمر في منصبه. وعن تغير الوضع الميداني علي الأرض لغير صالح المعارضة, قال كيري: هذا لم يحدث بسبب الجيش السوري بل بسبب دور حزب الله وإيران وقتالهما دفاعا عن النظام. لقد تسببا بهذا التغيير وأظن أن الوقت قد حان للأمم المتحدة من أجل أن تنظر في الخيارات المتاحة للتعامل مع نشاطاتهما. ومن جانبه, قال رومان نادال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في تصريحات للصحفيين, إن فابيوس ناقش مع كيري الوضع في سوريا قبيل اجتماع المجموعة الأساسية لأصدقاء الشعب السوري في لندن. وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن اجتماع لندن يهدف إلي مناقشة بمزيد من التفاصيل معايير عملية الانتقال الحقيقية في سوريا حيث لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يلعب أي دور خلالها. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده تدعم بالفعل التعجيل بعقد مؤتمر جنيف-2 الذي يرمي إلي تشكيل حكومة إنتقالية. في حين شدد وليام هيج وزير الخارجية البريطاني علي ضرورة مشاركة كافة عناصر المعارضة السورية في مؤتمر جنيف في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في سوريا. وقال هيج إن عناصر المعارضة التي لا ترغب في التفاوض مع حكومة بشار الأسد ينبغي أن تحضر المحادثات, مشيرا إلي أنه في حال عدم مشاركتها في عملية السلام لن يتبقي أمام الشعب السوري سوي الاختيار بين الأسد أو المتشددين. يأتي ذلك في وقت, أعلن فيه الائتلاف السوري المعارض أن حديث الرئيس بشار الأسد عن ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل, إذا شعر بأن الشعب السوري يريد ذلك, يدل علي حالة الانفصال الكاملة مع الواقع. وقال لؤي صافي المتحدث الرسمي للائتلاف ل الأهرام تعليقا علي الحديث الذي أدلي به الأسد لقناة الميادين اللبنانية مساء أمس الأول ان الانتخابات التي تعطي نتائج شرعية مقبولة هي انتخابات حرة ونزيهة, وهذا النوع من الانتخابات غير ممكن في سياق حكم طائفي استبدادي كحكم الأسد الذي يسعي لإفشال مؤتمر جنيف. ومن ناحية أخري, أعلنت4 كتائب مقاتلة في حيي تشرين والحفيرية في دمشق عن تشكيل لواء عاصمة الإسلام والانضمام إلي تنظيم جيش الإسلام ومبايعة قائده محمد زهران علوش. وفي هذه الأثناء, وجه سكان مدينة المعضمية الواقعة علي الأطراف الجنوبية الغربية للعاصمة السورية دمشق نداء استغاثة إلي العالم, لإنقاذهم مما سموه الموت, حيث تحاصر القوات السورية الحكومية المدينة في محاولة لاستعادتها من أيدي مسلحي المعارضة. ونقلت قناة سكاي نيوز الفضائية أمس, عن مصدر بالمجلس الوطني السوري المعارض قوله إن نحو12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت في المعضمية. ودمر نحو90% من المعضمية وبقي فيها عدد صغير من الأطباء ويأكل السكان أوراق الشجر.ومن جهتها, قالت الحكومة السورية ان سكان المعضمية محتجزون رهائن من جانب مسلحين.