وسط ترقب حذر تستعد الاسر المصرية لاستقبال العام الدراسي الجديد في21 سبتمبر الحالي. والمشكلة هذا العام لا تنحصر في تدبير المصروفات المدرسية وشراء المستلزمات الدراسية, وإنما في القلق الموجود في كل بيت علي خروج الطلبة في ظل الحالة الامنية الراهنة. والصورة تبدو أكثر قتامة في المحافظات التي شهدت أحداثا دامية مما يطرح تساؤلا حول مدي امكان تأجيل الدراسة حتي تستقر الاوضاع في بعض المحافظات أم ان الاحتياطات الامنية كافية لتأمين اولادنا في المدارس؟ اولياء الامور لا يخفون قلقهم علي ابنائهم مع اقتراب موعد بدء دخول المدارس, الكل يعيش حالة واضحة من القلق, والهاجس الامني يسيطر علي الجميع, لكن خبراء التعليم والامن يؤكدون انه لا مبرر للقلق فالامور كلها تحت السيطرة. في البداية تقول شاهيناز الدسوقي وكيل اول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة ان احداثا كثيرة وقعت منذ ثورة25 يناير وربما قبلها وتحديدا منذ ظهور مرض انفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير دون ان يتم تأجيل الدراسة بل ان الموعد المحدد لبدء العام الدراسي الجديد21 سبتمبر هو بالفعل يعتبر تأجيلا, فالدراسة كان مقررا ان تبدأ في16 سبتمبر وربما قبلها ولكن نظرا للظروف التي تمر بها البلاد فقد تم تأجيلها الي هذا الموعد وكان من المفترض ان يتم تأجيل دخول المدارس في محيط رابعة بمدينة نصر ان لم تستقر الاوضاع ولكن بفضل الله تم فض الاعتصام ولاداعي للتأجيل وخاصة ان المدارس هناك لم تتعرض لحريق او ما شبه ذلك. واضافت الدسوقي ان الدراسة ستبدأ في موعدها مع استقرار الامور وعودة الحياة الي طبيعتها مالم تستجد أمور مفاجئة, عندها سوف نناشد وزير التربية والتعليم تأجيلها فنحن نخاف علي ابنائنا ونريد سلامتهم, مناشدة اولياء الامور التحلي بالهدوء ولا داعي للفزع فالعنف لا يستهدف الاطفال ولابد من تكاتفنا حتي نعبر ببلادنا واولادنا الي بر الامان. وأوضحت انه من الممكن ان يكون هناك تأجيل دراسي لبعض المحافظات في حال عدم استقرار الاوضاع بها كما حدث ابان ثورة25 يناير وتوقفت الدراسة في محافظة شمال سيناء لاشتعال الاحداث بها في ذلك الوقت. واشار الدكتور حسني السيد استاذ البحوث التربوية إلي ان تأجيل الدراسة لن يجدي بل علي العكس سوف يثير حالة من الارتباك اذا تم تأجيل او توقف الدراسة لفترة كما حدث خلال ثورة يناير من حيث المناهج لان الوقت المتبقي في الفصل الدراسي الذي حدث به تأجيل لا يستوعب لإنهاء المقرر الدراسي كاملا فيضطر المدرس لانهاء المنهج سريعا او الغاء أجزاء هامة منه ويكون الطالب تحت ضغط نفسي شديد في فترة الامتحانات. اما اللواء هاني عبد اللطيف مدير الادارة العامة للعلاقات العامة بوزارة الداخلية فيؤكد ان الامن موجود في الشارع وبكثافة ويقول إنني أعتقد ان الناس بدأت تشعر بذلك فهناك مجهودات تبذل من رجال الشرطة من اجل استقرار الاوضاع وقد قامت الوزارة بوضع خطة تأمينية بجميع المدارس عن طريق الدوريات الامنية بكل المحافظات وليس القاهرة فقط, ولكنني اود ان اقول إننا يجب علينا ان ننزع الخوف من داخلنا كمواطنين, فمصر في معركة المستقبل والبناء ويجب علي كل مصري ان يعتبر نفسه جنديا في الجيش المصري والقيام بدوره المنوط به, فالطالب يذاكر والعامل ينتج فهذا سيكون المكسب الحقيقي في هذه المعركة فالبلد آمن بشعبه وابنائه فقد اعطي الشعب رجال الامن القوة التي سيعملون بها وسنعمل جميعا جاهدين لادخال الشعور بالامن والامان لكل مواطن مصري علي ارض هذا البلد. ويري اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الاسبق وعضو مجلس الشعب السابق ان لا احد يستطيع معرفة متي ستستقر الأوضاع الامنية وتكون آمنة فالشرطة و الجيش يواصلان مواجهة البؤر الارهابية في البلد ولكن انفجار قنبلة هنا او هناك من شخص او جماعة تعبث في الظلام لا يمكن رصدها دائما ويحدث ذلك في جميع بلدان العالم. ودعا المقرحي في حالة حدوث اية تطورات غير متوقعة الي تأجيل الدراسة حتي اول اكتوبر حتي تتضح الامور ويتم ضبط الاشخاص الهاربة والمتسببة في الاحداث المشتعلة في البلد, وربما يكون انتهي حظر التجوال وحالة الطوارئ التي نعيشها هذه الأيام, مؤكدا ان القلق ليس في مدارس محافظة القاهرة والاسكندرية وانما في محافظتي المنيا واسيوط نظرا لاشتعال الاحداث بهما ويجب اعادة النظر في موعد بدء الدراسة هناك, ولابد من زيادة التعزيزات الامنية هناك. لانه من الممكن أن تكون الجماعة التي تطلق علي نفسها الجماعة الاسلامية والجماعة الجهادية هي التي تقوم بأعمال عنف وتفجيرات تستهدف المدارس فهم لا ضمير ولا اخلاق لهم.