خطوة ايجابية ومبادرة جيدة من الإعلام المصري الخاص هكذا وجد المصريون إطلاق بعض القنوات المصرية باللغة الانجليزية من أجل مخاطبة الآخر وجدوها أيضا تعويضا عن الدور الذي كان من المفروض أن يلعبه الإعلام الرسمي للدولة وان يهتم به تنفيذا لنصائح خبراء الإعلام الذين طالما كرروا النداء بأهمية وجود قنوات مصرية تخاطب المشاهدين عبر العالم, وجد المصريون أيضا تلك التجربة مهمة بعد أن صعب علي الغرب تفهم حقائق ما يحدث في مصر ووقع الدولة تحت طائلة العقوبات الدولية, الخبراء كان لهم تصور أكثر عمقا من رجل الشارع واختلفوا معه جزئيا. يقول د حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن تأثير بث الفضائيات باللغات الأجنبية محدود للغاية لأنها لا تصل الي المجتمعات الأوروبية وأمريكا ويراها بالكاد الأجانب الموجودين في مصر وخاصة المراسلين وهذه هي القيمة الوحيدة لها, فهي ربما تمد هؤلاء المراسلين أن وثقوا فيها ببعض الأخبار والمعلومات والمشاهد التي تساعدهم علي تكوين صورة حقيقية عما يحدث في مصر, وبضيف: ان بث تلك القنوات يجب أن يكون عبر الأقمار الأوروبية والأمريكية وليس عبر النايل سات لنصل الي المجتمعات التي نود مخاطبتها مباشرة مؤكدا انه دور الدولة الاساسي وأن الأمر بالأهمية التي لا يمكن بها أن نترك تلك الفكرة تنفذ عبر مجهودات فردية من بعض أصحاب القنوات. ويجب أن تكون هناك إستراتيجية تمولها وتنتجها الدولة ولا مانع من مشاركة الأفراد خاصة وان التكلفة باهظة, والأمر في الأساس هو امن قومي ومصلحة وطن. والدولة ممثلة في وزارة الإعلام يمكنها ترشيد الإنفاق في جوانب كثيرة من اجل تمويل إطلاق قنوات باللغة الانجليزية والفرنسية علي الأقمار الأوروبية والأمريكية تتحدث باسم مصر وفي أسرع وقت ممكن. ويقول د.جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية أن التأثير السياسي لهذه الفكرة مهم للغاية إذا تمت كما يجب أن تتم ولكن التجربة الحالية من وجهة نظري عديمة الفائدة إذ أن المواطن في أوروبا وأمريكا يكون غالبا مشتركا في باقة تلفزيونية يختار من خلالها القنوات التي يحب أن يشاهدها وعلينا ان نكون بقنواتنا تلك متاحين في تلك الباقات الي جانب البث الحر علي الأقمار وهو ما يستوجب إستراتيجية واستثمار كبير. وأضاف أن مخاطبة الشعوب لا تقل أهمية عن مخاطبة الساسة والحكومات لذا يجب علينا أن نعي جيدا لغة خطاب تلك الشعوب التي تؤثر حتما في قرارات حكوماتها. فيما تري الإعلامية سميحة دحروج رئيس قناة النيل السابقة أن التجربة جيدة ولكنها تتحفظ علي مستوي التعليق, فهي تري أن تلك القنوات اعتمدت علي مترجمين فوريين متوسطي الكفاءة ولم تعتمد علي الصف الأول, فهناك أخطاء لغوية في الترجمة قاتلة وضربت مثلا بيوم أحداث جامع الفتح عندما ترجم احدهم علي قناة كلمة ضحايا الأخوان بطريقة تفهم أن الضحايا من الأخوان وليس بفعل اعتداء الاخوان, مؤكدة أن حرفا واحدا قد سقط من العبارة قلبها للضد تماما, وأضافت انها كانت تتمني لو أن تلك القنوات استعانت بمذيعين ومراسلين يتحدثون الانجليزية مباشرة وان تتجاوز مسالة الترجمة الفورية لما يمثل ذلك من قيمة كبيرة, وتؤكد إن لدينا قناة النيل التي تبث باللغتين الانجليزية والفرنسية وهي تحتاج الي تطوير وإمكانيات كبيرة فهي تجربة مهملة يمكن إعادة صياغتها بسرعة وبثها عبر الباقات الأوروبية والأمريكية ودعمها بالكاميرات والأدوات التي تمكنها من إنتاج محتوي جيد وهي القناة المصرية الوحيدة الناطقة بالانجليزية والفرنسية, وهكذا يبدو أن الإعلام الخاص تجاوز إعلام الدولة بخطوة صغيرة تحتاج الي دعم وتطوير وخطة ممولة لبثها في المكان الصحيح لتحقق الهدف منها وتصبح أكثر تأثيرا.