أفاتار.. تلك الشخصية التي جذبت انتباه الملايين من الكبار والصغار حول العالم, والتي حقق الفيلم الذي يحمل اسمها أعلي الايرادات عالميا تعد الآن من أحدث الأساليب في التعليم العلاجي, ويقول الدكتور عادل عبدالله محمد, أستاذ التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الزقازيق, إنه يمكن استخدامها مع مرضي التوحد من الأطفال في سبيل تعليمهم بعض السلوكيات المرغوبة اجتماعيا, أو إكسابهم بعض المهارات الجديدة, أو تعديل سلوك هؤلاء الأطفال. وتعتمد هذه الاستراتيجية علي استخدام الكمبيوتر, بل إن البعض ينظر إليها علي أنها شكل من أشكال ألعاب الكمبيوتر. ووفقا لهذا الأسلوب العلاجي فإنه قد يظهر شيء ما علي الشاشة ويكون من المتوقع أن يضغط الطفل علي ذلك الشيء مستخدما الماوس موضحا للشخصية المعروضة أمامه أنه قد صار منتبها إلي ذلك الشيء, ويمكن أن يستفيد الأطفال ذوو اضطراب التوحد من الكلام والأصوات التي يتم تقديمها حيث إنها عادة ما تتسم بخصائص معينة تميزها فتكون علي وتيرة واحدة, ومحايدة انفعاليا, ويفضلها هؤلاء الأفراد بسبب ضعف قدرتهم علي إدراك ما يحدث من تغيرات في الحديث العادي, ورغبتهم المتزايدة في الرتابة, والإبقاء علي الوضع نفسه, كما أنه يتيح لهم الفرصة لإعادة التشغيل عدة مرات وتصويب أي أخطاء يكونون قد ارتكبوها وترجع أهمية أسلوب أفاتار في العلاج إلي أن الأطفال والمراهقين يبدون في الغالب حبا شديدا لشاشة الكمبيوتر بوجه عام وألعاب الكمبيوتر وألعاب الفيديو بوجه خاص مما يساعدنا علي أن نستغلها في تعديل سلوك هؤلاء الأطفال والمراهقين, وعندما يبدأ أفاتار في التحدث, يمكن للطفل أن يرد عليه أو يتحدث معه ويبادله الحديث مما يعمل علي إكساب هذا الطفل العديد من المفردات اللغوية, ويساعده علي أن يقوم باستخدامها في السياق الذي يوجد فيه. وعادة ما تتضمن اللعبة طفلا( لاعبا) يشترك مع شخصية أفاتار ويتفاعل معها عن طريق توجيه العديد من الأسئلة إليها, ثم تقوم الشخصية الاعتبارية بدورها بتوجيه أسئلة مماثلة إلي الطفل الذي يكون عليه حينئذ أن يجيب عن تلك الأسئلة مما يوجد حوارا بينهما ويؤدي ذلك إلي تعليمه المهارات الاجتماعية وتقديم خبرات حياتية واقعية له وتحرص شخصية أفاتار علي تأكيد أربعة مفاهيم للطفل وهي سعيد حزين غضبان خائف, بما يتيح لهؤلاء الأطفال فهمها ومعرفتها وإدراكها ويصبح بمقدورهم التعرف علي الانفعالات التي تبدو علي وجه من يحدثهم.