من أزهي الخطوط العربية وأقدمها الخط الكوفي والذي اتخذه الفاتحون المسلمون أداة ووسيلة لنشر دينهم حيث نشأ في مدينة الكوفة بالعراق مع بدايات ظهور الإسلام وعصر النبوة. وقد لقب بذلك الاسم نسبة الي مدينة الكوفة والتي تعد من أوائل المدن التي أنشأها المسلمون لينتشر ويتجلي في عهد الخلفاء الراشدين, حيث استخدم أيضا في الكتابة بشكل عام فضلا عن تزيين القصور وتحلية المباني والنقود عن طريق النقش المقترن بالزخارف الهندسية والنباتية. يري بعض الباحثين أن من أوجد الخط الكوفي وأبدع فيه هو الإمام علي بن ابي طالب, في حين يري البعض الأخر إن لم يكن هو فيقينا أن له فضلا ودورا كبيرا في إيجاد صياغة لتركيبات حروفه ووضع قواعد في الوصل والفصل بينهما. والخط الكوفي هو خط هندسي زخرفي يابس يحتاج الي مزيد من الدقة والتركيز في كتابته, حيث بدأ بشكل عفوي ثم تطور وتنوع ما بين الكوفي المائل, المزهر, المعقد, المورق, المنحصر, المعشق, المضفر, الموشح, المشجر, المحرر, المربع, المدور, المتداخل, المنشعب, الشطرنجي, الفاطمي, المشرقي والمغربي ليحوي بداخل كل منهم الصنعة والتنميق والإبداع والتشكيل في مزاوجة بين الليونة والصرامة. كما يحمل الخط الكوفي الكثير والكثير من الصبغات التاريخية الهامة وذلك لرجوعه وانتسابه الي العديد من البلدان والممالك والحقب التاريخية المتنوعة, كالخط الكوفي المملوكي, الكوفي الايوبي, الكوفي الفاطمي, الكوفي الاندلسي, الكوفي النيسبوري, الكوفي القيرواني, ومن أبرز خطاطي الخط الكوفي, ابن مقلة, ابن البواب ومحمد عبد القادر. وتعد تلك اللوحة من إبداع الفنان صلاح عبد الخالق سكرتير عام نقابة الخطاطين وسكرتير الجمعية المصرية للخط العربي والتي كتب فيها آية من سورة البقرة شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان., نفذت اللوحة بألوان الاكريلك علي الورق وكتبت بالخط الكوفي القيرواني نسبة الي مدينة قيروان بتونس والذي يتميز بشكله الجميل الظاهر في كبر حجم الاحرف فوق الاسطر ورفعها تحت الاسطر. ويشير الفنان أن الخط الكوفي القيرواني كان يكتب سنة358 ه في بلاد المغرب العربي, تونس والمغرب وفي العراق وأفغانستان, وكان يكتب بدون نقاط وبعد تطوره وضعت النقط عبارة عن شرط بعرض زاوية القلم, وأن هذا النوع من الخطوط أصبح غير متداول حاليا في الكتابات اليومية ولكن أصبح استعماله مقصورا علي الأعمال الفنية التاريخية وفي المعارض الفنية.