كل إنسان صحيح معافي يبحث عن متلقلنهر عطائه المتدفق.. يمكنه إيجاد هذا المتلقي من بين آلاف الأطفال الذين يتناوبون علي آسرة بنك الدم التابع للهلال الأحمر المصري, ليحصلوا علي احتياجاتهم من الدم الذي تتوقف حياتهم علي توافره والذي يعد التبرع به أهم مصادره. فكما توضح د.سهام الباز مدير عام بنك الدم المركزي التابع للهلال الأحمر يتم يوميا استقبال ما يقرب من أربعين طفلا وطفلة للحصول علي احتياجاتهم من الدم ومشتقاته من مرضي انيميا البحر المتوسط( أي تكسير في كرات الدم الحمراء) وعلاجهم الوحيد هو نقل الدم الذي يحتاجون إليه مدي حياتهم. وقد أنشيء بنك الدم بشكل اساسي من أجل هؤلاء الأطفال, وكذلك الأطفال مرضيالهيموفيليا أي سيولة الدم, ويعالجون بالحصول علي مشتقات الدم من البلازما الطازجة والكرايو. ويعد التبرع بالدم هو المصدر الرئيسي لعلاج هؤلاء الأطفال, وهناك فترات يقل فيها عدد المتبرعين وفترات أخري يزداد عددهم وهنا يتم توجيه الفائض لجمعيات رعاية مرضي السكر والفشل الكلوي. وما يزيد عن حاجة هذه الجمعيات يقدم بالمجان أيضا لأي شخص غير قادر دون شروط سوي عينة من دمه وخطاب من الجهة التي يعالج بها. ويقع بنك الدم في9 ش الجلاء أمام قسم الازبكية, وهو مفتوح يوميا للراغبين في الحصول علي الدم أو المتبرعين به, وهؤلاء المتبرعون تجري لهم تحاليل بالمجان وهي تحاليل الكشف عن الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم مثل الالتهاب الكبدي أ وج ومرض نقص المناعة الايدز والزهري, ويحصل علي شهادة بهذه الفحصوات التي تجري في كل مرة يتبرع بها بدمه, فالإنسان يمكنه التبرع بدمه كل ثلاثة أشهر ومن ثم اجراء التحاليل. والاطمئنان علي الصحة ليست هي الفائدة الوحيدة التي تعود علي المتبرع, فكل من تبرع بدمه ولو مرة واحدة يصبح له الحق في الحصول علي الدم فورا وبأي كمية في حالة احتياجه له أو لأحد أقاربه من الدرجة الأولي حتي ولو كانت فصيلة نادرة. وهذه المميزات التي تمنح للمتبرع- رغم اهميتها- لا تقارن بما يقدمه هو لطفل تتوقف حياته علي قطرة دم.