قصف الجيش التونسي في الساعات الأولي من صباح أمس بشكل مكثف عبر البر والجو مناطق بجبل الشعانبي والقري المحيطة به قرب الحدود الجزائرية أثناء تعقبه لعناصر ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة, في المنطقة التي قتل فيها الجنود التونسيون الثمانية يوم الاثنين الماضي. وذكر راديو موزاييك المحلي أن الأجهزة الامنية والعسكرية توصلت الي اكتشاف53 عنصرا ارهابيا متحصنين في منطقتي بئر أولاد نصر الله ورأس الثور التابعين لمحافظة القصرين غرب البلاد وذلك بالتعاون مع المخابرات الجزائرية.وقال مصدر عسكري إن المعارك جارية, والمجموعة الارهابية محاصرة,واضاف قائلا اما أن يستسلموا واما أن يلقوا حتفهم. ويوم الاثنين الماضي, قتلت مجموعة مسلحة في كمين في جبل الشعانبي ثمانية عسكريين تونسيين واستولت علي أسلحتهم وملابسهم العسكرية ومؤونتهم الغذائية بعد أن ذبحت خمسة منهم.وأججت هذه الحادثة أزمة سياسية اندلعت اثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي(58 عاما) الذي قتل بالرصاص أمام منزله في العاصمة تونس يوم25 يوليو الماضي. وفي هذه الاثناء, قال الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أكبر اتحاد عمالي في تونس أمس إن الحكومة التي يقودها الاسلاميون أمامها أسبوع واحد للوصول الي اتفاق لايجاد حكومة كفاءات جديدة وإلا فانه سيكون مضطرا لدراسة خيارات أخري. ويحاول الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يضم في عضويته600 ألف عامل التوسط بين حزب حركة النهضة الحاكم والمعارضة العلمانية التي تطالب بتغيير الحكومة وحل مجلس تأسيسي انتقالي أمامه أسابيع فقط للانتهاء من وضع مشروع دستور جديد للبلاد. وقدم الاتحاد العام للشغل الذي ينظر اليه علي انه أكثر اقترابا الي المعارضة حلا وسطا يتضمن تشكيل حكومة كفاءات جديدة لكنه يبقي علي المجلس التأسيسي مع تسريع الاطار الزمني له للانتهاء من صياغة الدستور وقوانين الانتخابات الجديدة في البلاد. وقال بوعلي مباركي نائب زعيم الاتحاد لقناة نسمة التليفزيونية إن الاتحاد سيواصل اجراء محادثات وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبه لتغيير الحكومة وتنفيذ اطار زمني للمجلس التأسيسي فانه عندئذ سيكون مضطرا لدراسة خيارات أخري.