بحسب أحدث الإحصائيات العالمية تحتل مصر المركز الثامن بين أكثر عشرة دول الأعلي في الإصابة بمرض السكر, وذلك بنسبة إصابة تمثل166% من تعداد السكان. وتكمن المشكلة في أن52% من المصابين بالسكر في مصر لا يعلمون بإصابتهم بالمرض ويتم تشخيصهم في مراحل متأخرة بعد ظهور المضاعفات, وهناك24% من المصريين معرضين للإصابة بمضاعفات السكر الشديدة التي تمثل خطورة علي صحتهم. ويقول الدكتور شريف ذهني أستاذ طب وجراحة العيون ورئيس معهد بحوث أمراض العيون الأسبق, أن العين أكثر الأعضاء تأثرا بالإصابة بمرض السكر, الذي يعد السبب الأول للإصابة بالعمي بين البالغين غير المسنين في الولاياتالمتحدة, ويؤثر المرض علي عدسة العين ووضوح الرؤية, ويتم اكتشاف السكر وأعراضه مبكرا من خلال العين, مثل حدوث اختلال مؤقت للرؤية في أوقات متقاربة ويتوقف ذلك علي مستويات السكر بالدم, وأيضا إحساس المريض بوجود ما يعرف' بالذبابة الطائرة' في مجال الرؤية, وهي عبارة عن عتامات نقطية أو خيطية نتيجة لتأثر شبكية العين بالسكر. وقد يحدث اختلال في تمييز الألوان, أو بقع داكنة أو فارغة في مجال الإبصار, وهذا دليل آخر مبكر علي التأثر بالمرض, ومن مضاعفات السكر الإصابة بمرض' الاعتلال الشبكي السكري', وإذا صاحب السكر ارتفاع في ضغط الدم فقد يزيد من التأثير علي وظائف الشبكية, كما قد يعجل السكر من الإصابة بالمياه البيضاء. ويضيف الدكتور ذهني أن الإعتلال الشبكي السكري ينقسم إلي مرحلتين, الأولي مرحلة ما قبل تكوين أوعية دموية جديدة ومرحلة ما بعدها, وفي المرحلة الأولي يتسبب السكر في إضعاف جدران الأوعية الدموية الدقيقة بالشبكية مما يؤدي الي تمددها, مع ارتشاح سوائل من داخل الوعاء الدموية الي خارجة أو حدوث نزف, وبتطور الحالة قد يحدث انسداد في الأوعية الدموية الدقيقة تؤدي الي بدء تكون أوعية دقيقة جديدة لمد الأنسجة المتضررة بالأكسجين, وبهذا ينتقل المريض للمرحلة الثانية وهي الأشد في المرض, إذ تتكون هذه الأوعية بجدران معيبة وضعيفة, ونسب حدوث النزف كبيرة, ويؤدي ذلك الي مضاعفات تؤثر علي الإبصار كارتشاح مركز الإبصار ونزيف الشبكية والجسم الزجاجي. و يتم علاج الاعتلال الشبكي السكري باستخدام أشعة الليزر في الكي الضوئي للأوعية الدموية التي يخشي نزفها, وذلك بعد بفحص قاع العين بالصبغة, واستحدث حقن مادة داخل قاع العين لمنع تكون أوعية دموية معيبة بالشبكية. وينصح الدكتور ذهني مرضي السكر بضبط مستوي السكر, وزيارة طبيب العيون مرة كل عام لعمل فحوصات العين, والاستعانة بالفحوصات المتقدمة كتصوير قاع العين بالصبغة, وفحص الأشعة المقطعية بالكمبيوتر, لمعرفة مدي تأثير السكر ومضاعفاته علي العين, ويراعي في المرضي من الأطفال الاهتمام بمتابعة السكر وتأثيره علي العين, حيث تزيد لديهم فرص الإصابة بالإختلال الشبكي السكري.