طالب المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم أبناء الحركة الإسلامية في مصر بعمل مراجعة شاملة لكل الأخطاء التي وقعت فيها مشددا علي ان الإسلام لا يزول بزوال السلطة ولا يحتاج إلي كراسي الحكم بقدر ما يحتاج إلي الحرية والعدالة السياسية والاجتماعية. ودعا إبراهيم في تصريحات خاصة لالأهرام الحركة الإسلامية وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين إلي الاقتداء بنموذج اربكان أردوغان التركي وتجنب النموذج الجزائري, وعدم الدخول في معركة تكسير العظام مع المجتمع ومؤسسات الدولة فيضيع منها المجتمع والسلطة معا وتخرج من الساحة السياسية كلها. واستبعد إبراهيم ان يلجأ الإخوان إلي سيناريو العنف وسيناريو حرب الاستنزاف عبر الحشد المتواصل في الشارع واحتلال الميادين وقطع الطرق مؤكدا ان قادة الإخوان يدركون ان عودة الدكتور محمد مرسي إلي الحكم مستحيلة لكنهم يبقون علي حشودهم لتحسين شروط التفاوض. وخاطب إبراهيم أبناء الحركة الإسلامية بقوله: علينا ان نوقن ان السلطة قد ضاعت منا ولكن المجتمع أهم من كراسي السلطة وهو ما يملك أن يعود بنا إليها. وحذر إبراهيم الحركة الإسلامية من النموذج الجزائري والذي لجأت إليه الحركة الإسلامية بالجزائر لاستعادة الشرعية عبر اقتتال دموي استمر عشر سنوات واسفر عن مقتل100 ألف جزائري وإصابة180 ألفا معظمهم من الأبرياء, دون ان تعود الشرعية أو تأتي الشريعة أو يتم حقن الدماء أو تتقدم الجزائر بينما جري حشر الإسلاميين هناك بجميع فصائلهم في السجون باستثناء إخوان الجزائر( حماس الجزائرية) الذين رفضوا هذا الخيار وقبلوا بالمتاح ودخلوا في العملية السياسية وتقدموا تربويا ودعويا وسياسيا. ودعا إبراهيم الحركة الإسلامية إلي تبني نموذج أربكان أردوغان إذ نجح أردوغان في عمل مراجعة شاملة لأخطاء أستاذه أربكان وهو رئيس وزراء تركيا الذي جري عزله بانقلاب عسكري بعد فشله في التواؤم مع مؤسسات الدولة والتعامل مع القوي السياسية وترتيب أولوياته حيث كان يريد إعادة الخلافة العثمانية بطريقة مقلوبة ودون تدرج علي حد قول إبراهيم . وأشار إبراهيم إلي قيام أردوغان بالتعامل مع مؤسسات الدولة بعقلية الدولة وليس بعقلية الجماعة وأدار الدولة بهذه المؤسسات وليس برجال الجماعة ونجح في التحالف مع القوي السياسية ووصل إلي المواطن البسيط فتدرج فيما أراد الوصول إليه ولم يبدأ بفكرة الخلافة.