إن المساجد هي بيوت الله تعالي في الارض, اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه, وهي التي يؤدي المسلمون فيها الصلا ة التي هي صلة بين العبد وربه, والعناية بها وقيامها وعمارتها فيه اقتداء بأشرف الرسل وخاتم علي افضل الصلاة واتم السلام. فنلاحظ ان أول عمل قام به رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد هجرته من مكةالمكرمة الي المدينةالمنورة, انه اقام المسجد, ففي طريقه وقبيل وصوله الي المدينة اقام مسجد قباء وهو اول مسجد اسس علي التقوي من أول يوم. وبعد ان تمت له هجرته الي المدينةالمنورة كان أول عمل له هو انه اقام المسجد النبوي, كقاعدة ورابطة للمسلمين يمثل الاساس أول من اسس قيام الدولة الاسلامية الحديثة والاولي بعد هجرته, كما قام بعد ذلك بتنفيذ الاساس الثاني وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار, ثم كان الاساس الثالث وهو قيام عهد امان بين المسلمين وغيرهم, وابرام وثيقة تصون حقوق المسلمين وحقوق غير المسلمين, وهي أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الانسان علي ظهر الارض. وبهذا يتضح ان المسجد كان يمثل الاساس الأول لقيام الدولة الاسلامية, ولذلك عني خادم الحرمين الشريفين بالمساجد فقام بنشرها وعمارتها, وكانت العناية الكبري واضحة في اكبر المساجد واعظمها وهو المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة. والي جانب هذه الرعاية للحرمين الشريفين كانت هناك جهود كبري بذلت لنشر العديد من المساجد داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وكانت رعاية بيوت الله من أهم الأمور التي بذلت المملكة من اجلها اقصي ما في الوسع الانساني انشاء لها وتعميرا, وعمارة وبناء واصلاحا وترميما في كل البلاد. ومن دلائل العناية بالمسجد بناء وعمارة ورسالة, واقامة مؤتمر المساجد, وإقامة اسبوع سنوي للعناية بشئون المساجد ولخادم الحرمين حضوره في هذه المناسبة حيث قال بمناسبة الاسبوع السنوي التاسع للعناية بشئون المساجد في المملكة. ولما كانت المساجد هي بيوت الله التي اذن ان ترفع ويذكر فيها اسمه, والتي هي رمز الاسلام, ومحط انظار المسلمين, ومهوي افئدتهم فلا عجب ان نوليها جل اهتمامنا وبالغ عنايتنا, فهي مدرسة الاسلام, وهي مكان العبادة, وموطن تصفية القلوب من ادران المادة, والالتجاء الي المعبود الواحد الاحد واخلاص العمل له وحده.. وهي مثوي العلماء, ومعاهد العلم, ومنها تخرج اهل العلم والفضل. ونري من الواجب علينا ان نبذل العناية في خدمة بيوت الله بتشييدها علي اجمل طراز, وتنسيقها وفرشها وصيانتها وترميمها وتزويدها بكل ما هي في حاجة اليه, ومدها بالائمة والخطباء الصالحين, يلازمونها في الليل والنهار, ويؤمون فيها المصلين ويرشدون الجاهلين ويعينون الذاكرين. واعمارها ايضا بالوعظ الحسن, والارشاد الي ما فيه خير امتنا في دنياها واخرتها. انها الدعوة المخلصة للحفاظ علي بيوت الله تعالي والعناية بها حتي تؤدي رسالتها علي أكمل وجه وحتي تظل مهوي افئدة القائمين والمصلين والعاكفين والعابدين, ولم تقتصر هذه العناية في داخل المملكة العربية السعودية ولا علي مساجدها فحسب بل انها عناية ايضا لبناء مساجد اخري في دول كثيرة فقيرة.