يتواصل الحوار حول ما يحبه الله سبحانه وتعالي وما يبغضه لتجئ الفرائض من أحب الاشياء إلي الله تعالي, والرسول عليه السلام. يقول: ان الله قال: من عادي لي وليا فقد اذنته بالحرب, وما تقرب الي عبدي بشئ أحب الي مما افترضته عليه وقوله: من عادي لي وليا المراد بولي الله العالم بالله المواظب علي طاعته المخلص في عبادته. الفرائض: دخل تحت هذا اللفظ جميع فرائض العين والكفاية والفرائض الظاهرة فعلا كالوضوء والصلاة والزكاء وصدقة الفطر والصيام والاحرام والحج والجهاد في سبيل الله. وتركا: كالزنا والقتل وشرب الخمر والربا واكل لحم الخنزير وغيرها من المحرمات والفواحش ماظهر منها وما بطن. وباطنا: كالعلم بالله والحب له والتوكل عليه والخوف منه وغير ذلك. فالفرائض هي الاصل الذي ترجع اليه جميع الفروع والامر بها جازم يتضمن امرين: الثواب علي فعلها, والعقاب علي تركها, واداء الفرائض احب الاعمال الي الله تعالي واشد تقريبا اليه, وفي الاتيان بالفرائض علي الوجه المأمور به امتثال الامر واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد اليه واظهار عظمة الربوبية وذل العبودية فكان التقرب بذلك اعظم العمل. ومن الفرائض التي يحبها الله الصلاة علي وقتها فعن عبدالله بن سعود قال: سألت النبي صلي الله عليه وسلم: أي العمل أحب الي الله؟ قال: الصلاة علي وقتها, بمعني ان لكل صلاة من الصلوات الخمس وقتا محددا اذا خرج فقد فاتت الصلاة, والله عز وجل يحب ان تصلي الصلاة في وقتها المحدد لا ان تصلي قضاء في غير وقتها قال ابن بطال: فيه ان البدار الي الصلاة في اول اوقاتها افضل من التراخي فيها لان اتم شرط فيها ان تكون احب الاعمال اذا اقيمت لوقتها المستحب. وقال الطبري: ان من ضيع الصلاة المفروضة حتي يخرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤنتها عليه وعظيم فضلها فهو لما سواها اضيع, فاخراجها عن وقتها محرم قال تعالي: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون للمصلين والذين هم من اهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون عن صلاتهم ساهون إما عن وقتها الأول فيؤخرونها الي اخره دائما أو غالبا, واما عن ادائها بأركانها وشروطها علي الوجه المأمور به, واما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها.