إدانة سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية لتسليح المعارضة السورية وفصائلها الإرهابية بوصفه عقبة علي طريق المشاورات الرامية الي عقد المؤتمر الدولي جنيف 2 , جاء مواكبا للاحداث التي تشهدها القاهرة وكبريات المدن المصرية الرافضة لحكم جماعة الإخوان والتيارات الاسلامية, في توقيت يشهد بوادر احتدام العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية علي خلفية اتهامات الرياضلموسكو بمساهمتها في تنفيذ النظام السوري لسياسات الابادة الجماعية. واعلن لافروف عن عدم سحب العاملين الروس في قاعدة طرطوس قال بضرورة العمل من اجل سرعة عقد المؤتمر الدولي' جنيف-2' واهمية التحقيق الدولي في تهريب الاسلحة الليبية. كشف الوزير الروسي لافروف عن تهريب الاسلحة الليبية الي سوريا عبر قنوات خليجية,والتي قالت مصادر روسية بمسئولية التنظيمات الاسلامية المتطرفة عن وصولها الي سيناء, وهو ما احتدم حوله الجدل في اطار التحذير من مغبة تحول المنطقة الي بؤرة للارهاب الدولي, وما يطالب لافروف بضرورة ان يتولي مجلس الامن الدولي التحقيق فيه. وكانت المصادر الروسية كشفت في اكثر من مناسبة عن مخاوفها من وصول التنظيمات الاسلامية المتطرفة الي سدة الحكم في سوريا في اشارات غير مباشرة الي مخاوفها من سلبيات التجربة المصرية.وكان الوزير الروسي انتقد ما تطرحه المعارضة السورية من شروط ومنها ضرورة اعلان الرئيس الاسد التخلي عن السلطة, وهو ما قال انه يتعارض مع المبادرة الروسية الأمريكية التي سبق واعلنها مع نظيره الامريكي جون كيري في موسكو في السابع من مايو الماضي ونصت علي ضرورة موافقة الحكومة السورية والمعارضة علي المشاركة في جنيف-2 دون شروط مسبقة. وأضاف لافروف أن المعارضة رفضت المشاركة في جنيف-2 الي حين بلوغها التوازن العسكري علي الارض', وهو ما سبق وقال انها يمكن ان تنتظر لسنوات طويلة حتي يتسني لها تحقيق هذا الهدف.وكشف الوزير الروسي عن تدفق الاسلحة الليبية تحت رعاية غربية وعبر قنوات خليجية الي سوريا. اما عن الشائعات التي قالت ان موسكو في سبيلها الي اغلاق سفارتها في دمشق بعد سحب العسكريين من قاعدتها البحرية في طرطوس فقد اكد لافروف أن روسيا لا تنوي إغلاق سفارتها في دمشق. اما عن قاعدة طرطوس فقال لافروف ان مركز الامداد والتموين هناك يعمل بانتظام مؤكدا انه جري بالفعل سحب كل العسكريين واستبدالهم بمدنيين يقومون بواجبهم في تقديم الامدادات واعمال الصيانة للسفن الروسية في منطقة البحر المتوسط. ووصف لافروف هذه الشائعات بانها استفزازات تهدف إلي تهيئة الظروف لتغيير النظام. واستطرد ليقول بوجود أطراف كثيرة في الأزمة السورية لا تهمها المبادرة الروسية الأمريكية, فيما اكد ان الأزمة السورية لو كانت متعلقة فقط بروسيا والولايات المتحدة لكانتا توصلتا إلي الحل'. وكشف لافروف عن ان لقاءه مع نظيره الامريكي كيري في بروني في اجتماعات وزراء خارجية بلدان اسيا والمحيط الهادئ في مطلع الاسبوع الجاري تناول تفاصيل الموقف الراهن ووجهات النظر المختلفة حول جنيف-2, مؤكدا وجود ما وصفه ب' أطراف تريد صبغ الأزمة بطابع طائفي ولا تريد الحفاظ علي التعددية في سوريا. وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت بوادر ازمة دبلوماسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية في اعقاب تصريحات الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية التي ادلي بها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الرياض مع نظيره الامريكي جون كيري وتناول فيها قضية الدعم المسلح للمعارضة السورية. وقد اصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا اوجزت فيه ردها علي هذه التصريحات فيما نشرت' روسيا اليوم' الناطقة بالعربية علي موقعها الالكتروني ترجمة لتصريحات الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية, والتي قال فيها ان الامير السعودي اتهم روسيا, في جوهر الأمر, بدعم عسكري غير محدود للقتل الجماعي في سوريا. وتابع لوكاشيفيتش قائلا:' من الواضح بالنسبة الينا أن تصريح سعود الفيصل كان يهدف, قبل كل شيء, إلي عرض نتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالصورة المطلوبة. ولكن, لأن شركاءنا الامريكان يسعون إلي البحث سويا مع روسيا عن سبل وقف النزاع الدموي والمدمر الدائر بسوريا, لم تتكلل هذه المحاولة بالنجاح'. ولفت لوكاشيفيتش إلي أن' في هذا يكمن الفرق الجذري بين موقفنا وبين موقف بعض القوي في المنطقة التي تسعي إلي تحقيق طموحاتها الجيوسياسية علي حساب دماء ومعاناة الشعب السوري. ولا تتورع بعض العواصم, بما فيها الرياض, في اللجوء الي أكثر الاساليب اثارة للشبهة, بما في ذلك تمويل وتسليح الارهابيين الدوليين والمجموعات المتطرفة.