أكدت الأحزاب والقوي الإسلامية دعمها لشرعية الرئيس محمد مرسي, وأدانت ماسمته محاولة البعض الانقلاب علي الشرعية واستخدام الجيش لتحقيق هذا الغرض. وأعلنت الأحزاب والقوي الإسلامية عن مسيرات ومظاهرات تنطلق في مختلف ميادين عواصم المحافظات لنصرة الشرعية, ورفض بيان الجيش الذي صدر أمس الأول. فمن ناحيته أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية أن الجيش المصري ملك للشعب كله وأدان ماسماه محاولة البعض الانقلاب علي الشرعية واستخدام الجيش في الانقضاض عليها, مؤكدا التزامه التام بالسلمية والحفاظ علي الدم المصري الغالي واعتباره خطا أحمر. وتوجه التحالف, خلال مؤتمر عقد بقاعة مسجد رابعة العدوية مساء أمس, بالتحية للشعب المصري العظيم الذي انتفض واحتشد في ميادين مصر كلها حماية لإرادته وللشرعية والثورة, معلنا أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأحداث الراهنة داعيا جموع الشعب إلي الاحتشاد في جميع الميادين خلال الأيام المقبلة دفاعا عن إرادته ورفضه أي انقلاب علي الشرعية, مؤكدا أنه يحترم كل المبادرات السياسية لحل الأزمة الراهنة في إطار الاحترام الكامل للشرعية والدستور. وأدان التحالف لجوء المعارضة إلي العنف والقتل لإرهاب الشعب, مؤكدا أن الثورة مستمرة في كل ميادين مصر وربوعها حتي تتحقق أهدافها وأنها لن تسمح مطلقا بعودة النظام البائد. ونعي التحالف بكل حزن وأسي الشهداء الأبرار الذين اغتيلوا وهم يدافعون عن الشرعية. وقال محمد شعبان, مساعد الأمين العام لجماعة الإخوان لالأهرام, إن تعرض المقر العام للجماعة بالمقطم إلي إطلاق نار حي وبشكل منتظم يعد نوعا من الإرهاب المنظم الذي يمارسه البلطجية المأجورون ضد الجماعة ومنشآتها, مؤكدا أنهم آثروا الخروج من المقر حفاظا علي أرواحهم. وكانت المنصة الرئيسية بميدان رابعة العدوية قد أعلنت عن رفضها لبيان القوات المسلحة الأول معتبرة البيان بمثابة انقلاب علي الشرعية وإرادة الناخبين والعملية الديمقراطية والرغبة في العودة إلي اللعبة السياسية مرة أخري. بينما قال الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة: إن أي انقلاب من أي نوع لن يمر إلا علي رقابنا داعيا كل المصريين للاحتشاد في الميادين حماية للشرعية, والوقوف أمام أي انقلاب علي الرئيس, مثلما تم اجهاض الانقلابات الأخري من قبل, مؤكدا أنه أحضر أسرته للمشاركة في الاعتصام بالميدان دفاعا عن الشرعية. وفجر البلتاجي مفاجأة بإعلانه أنهم يتوقعون مذبحة جديدة مثل مذبحة موقعة الجمل. وأكدت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح أن أي انقلاب علي الشرعية, أو تجاوز للدستور الذي تم استفتاء الشعب عليه, يجر البلاد إلي فوضي ويأخذها إلي دروب المجهول. وناشدت الهيئة في بيان لها جماهير الشعب المصري الاحتشاد في جميع المحافظات دفاعا عن الشرعية ومكتسبات الثورة المصرية, وتأكيدا لمبدأ التداول السلمي للسلطة بعيدا عن الهيمنة العسكرية. داعية جميع الأطراف إلي التزام السلمية في هذه الأوقات العصيبة حقنا للدماء والأعراض والأموال. وأعربت الهيئة عن رفضها محاولات الزج بالجيش في المشهد السياسي بعيدا عن مهمته العظيمة التي نص عليها الدستور. وقالت الجبهة السلفية: إن الجيش لا يمكن أن يغفل وجود القوي الإسلامية العريضة وداعميها خاصة في صعيد مصر وسيناء وأن المواجهة معهم لن تكون سهلة في حالة محاولة الاطاحة بالرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة ونظامها القانوني. وشددت الجبهة في بيان لها أمس علي ضرورة نزول الجماهير والقوي الإسلامية بكل قوة لدعم الشرعية السياسية والقانونية وتأكيد حفظ قيمة الدولة المصرية, والضغط علي الرئاسة لتحقيق مطالب الجماهير العاجلة والملحة والضرورية وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين. وأشارت إلي أنه ربما كان من أهداف بيان القوات المسلحة جس نبض تلك القوي واختيار حضورها بالشارع, وقالت إن كل فريق من الفرقاء السياسيين حاول تفسير البيان لمصلحته وعلي هواه خاصة قوي المعارضة, ومن نزل معها من جموع الشعب التي حرضتها الأزمات والإعلام بالإضافة إلي قطاعات عريضة من الطائفيين والفلول والبلطجية علي حد وصفها. وأعربت الجبهة عن اعتقادها أن البيان العسكري أراد الضغط علي كل الأطراف لإيقاف الصدامات المحتملة وما قد يسيل بسببها من دماء, ولكن بدا وكأنه يتعدي علي مقام ومكانة الرئاسة مما دفع بمعارضي الرئيس إلي اعتباره انتصارا لهم, متوقعة أن الجيش سيتقدم بخارطة طريق بالفعل, ولكن بعد موافقة الرئاسة عليها وسيضغط بالتالي علي بقية التيارات المعارضة للقبول بها وأنه لن يتسامح مع من يخططون لهدم الدولة كدولة ووطن من أجل إسقاط الرئيس خاصة من يتعاملون مع بعض القوي في الداخل والخارج لتحقيق هذا الهدف. وقال الدكتور عصام دربالة, رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية, إن البيان الذي أصدرته القوات المسلحة يعد إلغاء للإرادة الشعبية وقفزا علي الشرعية ويمثل نقضا للعهود الشرعية والدستورية. وأشار إلي أنه لا يمكن في مصر الثورة قبول أن يكون الجيش المصري فوق إرادة الشرع واختيار الشعب أو أن يصبح الجيش المصري حكما علي الاختيارات الشعبية, وفقا للنموذج التركي والذي عانت منه تركيا لعقود طويلة ثم تركته. من جانبه قال هشام النجار, عضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية, إن الفريق السيسي في البيان أعلن أن الجيش ملتزم بالمسار الديمقراطي النابع من إرادة الشعب, وهذا هو الشيء الجيد في البيان.