تناولت وسائل الإعلام والصحف العالمية أمس المشهد السياسي المصري قبل التظاهرات المتوقعة في الثلاثين من يونيو القادم, الذي يوافق الذكري الأولي لتولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم في البلاد. كما أهتمت بتصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي و التي أكد فيها أن الجيش لن يسمح بالفوضي أو انهيار الدولة. وأشارت صحيفة التايمز البريطانية في مقال بعنوان الجيش يحذر مرسي بالتصالح مع خصومه مع تنامي مخاوف العنف في الاحتجاجات, أن الجيش المصري حذر الحكومة وخصومها من خلال تصريحات السيسي بأنه لن يقف ساكنا إذا تحولت الاحتجاجات المزمع تنظيمها الأسبوع المقبل إلي العنف. وأوضحت الصحيفة أن خصوم حكومة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي بزعامة حملة تمرد, يرون أن خطتهم لمظاهرات في مختلف مناطق البلاد في الثلاثين من يونيو أفضل فرصة لتنحيته عن الحكم, كما كان الحال مع الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ولكن التايمز اكدت أنه من غير المرجح أن تتم الإطاحة بالرئيس مرسي, فيما يخشي الكثيرون وقوع المزيد من العنف,بعد خروج يوم الجمعة الماضي مئات الآلاف من الإسلاميين في مظاهرة حاشدة في القاهرة لتأييد الرئيس مرسي و في مقال أخر لصحيفة التايمز البريطانية أعتبرت فيه أن مصر البلد الأول في الإحتجاجات علي مستوي العالم, حيث طالب أكثر من15 مليون مواطن مصري عبر التوقيعات التي جمعتها حركة تمرد باستقالة الرئيس مرسي. وأكدت الصحيفة أن نسبة تأييد مرسي التي بلغت70% لخريف الماضي تراجعت الآن إلي28%, و أشارت الي أن السبب الرئيسي وراء هذه البيانات هو تردي وضع الإقتصاد المصري و ازدياد الجريمة و عدم مراعاة حقوق الإنسان. بينما توقعت صحيفة الجارديان البريطانية استمرار حالة الاضطراب التي تشهدها مناطق مختلفة حول العالم من اسطنبول بتركيا إلي ريو دي جانيرو بالبرازيل, علي مدي عقود. ونفت الصحيفة أن تكون هذه التظاهرات التي بدأت عام2011 بسبب الحالة الاقتصادية التي تمخض عنها الانهيار الاقتصادي العالمي في عام.2008 وأضافت الجارديان أن حالة الاضطراب إنما تشير إلي نفاد صبر الشعوب وتطلعهم إلي التغيير, ولكن هذا الذي يتطلعون إليه سيستغرق عقودا, وتنبأت بأن تشتعل التظاهرات في المزيد والمزيد من دول العالم ثم تمضي في هدوء. ومن جانبها, أبرزت صحيفة ليبراسيون الفرنسية التصريحات التي أدلي بها السيسي مشيرة إلي أنه حذر من تدخل الجيش إذا اندلعت الاشتباكات في البلاد خلال المسيرات المخطط لها في الأيام المقبلة من قبل معارضي الرئيس مرسي. واعتبرت ليبراسيون أن هناك انقساما عميقا بين أنصار الرئيس مرسي, الذين يعتقدون أن الرئيس يقوم بتطهير المؤسسات بعد عقود من الفساد, والمعارضين الذين يتهمون النظام بتركيز السلطة في يد جماعة الإخوان المسلمين. في الوقت نفسه, أعتبرت قناة فرانس24 الإخبارية الفرنسية تحذير وزير الدفاع المصري يشكل أقوي تدخل للمؤسسة العسكرية في الشأن السياسي منذ تسليم السلطة للرئيس المنتخب.