بعد ليلة من أعنف الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, انسحب الاف المتظاهرين الأتراك من ميدان تقسيم باسطنبول والذي بدا تحت سيطرة كاملة من الشرطة وعادت حركة المواصلات إليه لأول مرة منذ12 يوما, فيما بقي بضع مئات في معسكر من الخيام في متنزه جيزي المتاخم للميدان, في الوقت الذي من المقرر أن يلتقي أردوغان خلال ساعات مع ممثلي الحركة الاحتجاجية في مكتبه بأنقرة. فبعد ساعات من اقتحام الشرطة لميدان تقسيم عاود الاف المتظاهرين إلي الميدان لتندلع أسوأ اشتباكات بين الجانبين حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه علي المحتجين. وبعد الاشتباكات انتشر رجال الشرطة في الميدان وجمعت شاحنات نقل القمامة ما كان يحويه الميدان من أثار المصادمات والحواجز التي نصبها المتظاهرون.وتجمع رجال الشرطة وسياراتهم المصفحة امام مركز اتاتورك الثقافي. وفي سياق متصل, انضم20 نائبا من حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد منتصف الليلة الماضية إلي المتظاهرين في حديقة جيزي بارك تضامنا لحركة الشباب المحتجين والمطالبين باستقالة حكومة أردوغان. وفي ردود فعل دولية, أعلن البيت الابيض أنه يشعر بقلق من محاولات معاقبة أشخاص لممارستهم حرية التعبير في تركيا ودعا إلي إجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة والمحتجين. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كاتلين هايدن في بيان نواصل متابعة الأحداث في تركيا بقلق ومازال اهتمامنا دعم حرية التعبير والتجمع بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي.وأضافت نعتقد أن أفضل ما يضمن استقرار تركيا علي المدي الطويل هو تعزيز الحريات الأساسية المتعلقة بحرية التعبير والتجمع وتكوين جماعات ووجود إعلام حر. ومن جانبه, شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون علي حرية التجمع ودعا إلي الحوار لتسوية مسألة الاحتجاجات في تركيا. وفي برلين, صرح وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله بأن الحكومة التركية تبعث بإشارات خاطئة في الداخل والخارج من خلال رد فعلها علي الاحتجاجات ووصف الصور الواردة من ميدان تقسيم بوسط اسطنبول بأنها مقلقة. ومن جانبه, صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن باريس تأمل في التهدئة وضبط النفس في تركيا وتدعو الي الحوار بين الحكومة التركية والمتظاهرين. وفي رد فعل إيطالي, أكدت وزيرة الخارجية الايطالية إيما بونينو إنه من الخطأ النظر إلي تركيا بعين تشوبها نماذج مضللة, وأوضحت أنه قد جرت أحاديث عن ربيع تركي, لكن الأمر ليس كذلك, وأضافت أن الأتراك ليسوا عربا, وساحة تقسيم ليست ميدان التحرير وفق تعبيرها.وأضافت أن التظاهرات في تركيا تمثل الاختبار الجدي الأول لانضمام هذا البلد الي الاتحاد الاوروبي, منتقدة الاستخدام غير المتكافئ للقوة في اسطنبول.