مما يؤسف له أن المسئولين عن عمال الصرف الصحي لا يهتمون بما فيه الكفاية بهذه العمالة النادرة التي تعمل في ظروف قاسية, بما يؤدي الي موت الكثيرين منهم, وأقرأ دائما في صفحة الحوادث عن مصرع بعض العمال بالاختناق في أثناء تسليك وإصلاح أعطال بالوعات وغرف وبيارات الصرف الصحي المركزية, وعندما يسرع بعض زملائهم لانقاذهم فإنهم يلاقون حتفهم. وهنا ألفت نظر المسئولين إلي أنه نتيجة لتخمر مخلفات الصرف الصحي في مواسير وغرف وبيارات الصرف الصحي فإنه ينتج عن ذلك بعض الغازات السامة والقاتلة مثل أول وثاني الكربون وغازات الآمونيا والإسيتيلين.. لذلك فأنه يجب عند إزالة أغطية هذه الغرف ان نتركها مكشوفة عدة ساعات علي الأقل أو يوما كاملا قبل بداية اصلاح الأعطال حتي يمكن تسرب هذه الغازات القاتلة دون التعرض لها مباشرة. كما لا ننسي ضرورة ارتداء العاملين أقنعة واقية من الغازات قبل الشروع في إصلاح الأعطال. وعلينا أن نوجه كل اهتمام لهذه الفئة القليلة قبل أن تنقرض, ونطالب بإقرار أو زيادة بدل المخاطر لهم لمواجهة غلاء المعيشة المستمر بمرتباتهم الضئيلة, كما أري ضرورة تنظيم دورات تدريبية لهم لتلافي مخاطر هذه المهنة وتوفير الحماية الكاملة لهم إذ قال سبحانه وتعالي ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة. د. علي حلمي عبدالعاطي أستاذ بكلية العلوم جامعة أسيوط