لمحت لقطة مكررة عن إحراق المجمع العلمي وقد ظهر فيها بعض المجرمين الشبان يحاولون جاهدين إدخال الكرات المشتعلة من الشبابيك, وأحدهم يرقص سعيدا بما يفعلون, وكان رد فعلي التلقائي لما شاهدتi هو أنني سارعت إلي بندقيتي المرخصة لكي أطلق النار علي هؤلاء المجرمين داخل شاشة التليفزيون.. فقامت زوجتي العجوز مثلي بتنبيهي أن كل ما سأتمكن منه لو أطلقت النار هو أن التليفزيون هو الذي سيتحطم! وعندما تكررت المشاهد علي الفضائيات قفز إلي ذهني تساؤل مشروع وفحواه ماذا لو تصادف وجودي في ذلك المكان في تلك اللحظة التي كان فيها هؤلاء المخربون يحاولون إحراق المجمع العلمي, وتصادف أيضا أن بندقيتي كانت معي؟ وأجيب بالضرورة كنت سأطلق النار عليهم بغرض إصابتهم وليس بغرض التهويش وماذا سيكون موقفي أمام القانون وأمام المجتمع والمسئولين بالدولة وهل سأعتبر بطلا قوميا لأنني أنقذت ذلك المجمع من الحريق أم أنني سأعتبر مجرما مدانا, حيث إنني أصبت أو قتلت البعض دون أن أكون في حالة دفاع شرعي عن حياتي. أرجو أن أجد إجابة واضحة وشافية علي سؤالي لدي أولي الأمر.