في الشأن السياسي

الطائر الذي باع جناحيه

كان عصفور من نوع أبو الفصاد يحب جدا أكل حشرات النطاط, واعتاد القول إنه علي استعداد لفعل أي شيء ليأكل مزيدا من النطاط.
حدث ذات يوم أن شاهد العصفور رجلا غريب الشكل يدفع أمامه عربة حمراء اللون, ينادي قائلا:
أبيع النطاط في مقابل الريش, كل ريشة بنطاطين.
نزل أبو الفصاد ووقف علي العربة وصاح:
هل هذا النطاط طازج ؟
في تأكيد أجاب الرجل الغريب: كله طازج يا عصفوري الصغير.
جذب أبو الفصاد ريشة من جناحه.. شعر بشيء من الألم, لكنه ألقي بالريشة للرجل الغريب وهو يقول: أعطني اثنين.
وعندما كان أبو الفصاد يأكل حشرات النطاط, أحس ببعض القلق..
لكن عندما اكتشف أن أحدا لم يلحظ غياب ريشة نقصت من جناحه, نسي الموضوع كله.
في اليوم التالي نزع أبو الفصاد ثلاث ريشات من جناحيه, وانتظر حتي أتي الرجل صاحب العربة.
أخذ الرجل الريشات الثلاث, وأعطي للعصفور عددا كبيرا من الحشرات.
هكذا أصبح أبو الفصاد أحد الزبائن الدائمين لبائع النطاط.
ذات يوم, عندما حاول أبو الفصاد الانطلاق في الهواء, سقط علي الأرض!!
واكتشف أنه لم يعد يستطيع الطيران..
عندئذ تبين أي خطأ كبير قد ارتكب!!
ولإصلاح هذا الخطأ, بدأ يجمع من بين النباتات عددا من حشرات النطاط, ووقف ينتظر مجيء الرجل صاحب العربة.
بعد وقت طويل ظهر الرجل, فقال له أبو الفصاد:
هل أستطيع أن أعرف كم ريشة يمكن أن تعطيني في مقابل كل هذا النطاط الذي جمعته ؟
ضحك الرجل طويلا, ودفع عربته مستمرا في سيره وهو يقول:
عملي بيع النطاط وليس شراءه.
وانتهي الحال بالعصفور, عندما عجز عن الطيران, أن مات..
ووضعته بقية الطيور في قبر عند جذع شجرة...
كان كل عصفور يأخذ أولاده إلي تلك الشجرة ويقول:
هنا يرقد عصفور باع ريشه الذي كان يحلق به عاليا في الفضاء, مقابل كميات من النطاط, ففقد جناحيه, ثم فقد الحياة!