تسمم طلاب جامعة الأزهر للمرة الثانية في أقل من شهر أثار الجدل والتساؤلات حتي أطلق عليه البعض بالتسمم السياسي في إشارة للنيل من مؤسسة الأزهر العريقة وتشويه صورة القائمين عليها. ولكن يظل هذا مجرد تكهنات حتي تكشف التحقيقات المتورطين فيه وتقديمهم للعدالة ولكن تظل مسألة اقتحام بعض الطلاب مطعم المدينة الجامعية بالأزهر والاعتداء علي العاملين به, وكشف أغطية أواني الطهي مسألة تثير الشك وخاصة مع ضبط كراتين تونة بعد هذه الواقعة بيومين دخيلة علي طعام المدينة الجامعية وهل هذا كان مصادفة أم بترتيب وتخطيط مسبق ومدبر؟ بدأ فريق من نيابة مدينة نصر الكلية بإجراء التحقيقات برئاسة المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة وانتقلوا الي المستشفيات لسؤال المصابين وتشكيل لجان من وزارة الصحة لفحص عينات من الاطعمة التي تناولها الطلاب وتحليل عينات من قيء واسهال الطلبة المصابين وسارت التحقيقات في طريقها المعتاد, وكانت المفاجأة في التحقيقات عندما تقدم رئيس قسم التغذية بالمدينة الجامعية بمذكرة الي نائب رئيس الجامعة مضمونها ان ما يقرب من مائة طالب وطالبة من جامعة الأزهر اقتحموا مطبخ المدينة الجامعية قبل حادث التسمم بساعات وتعدوا بالسب علي عمال المطبخ وكان بحوزتهم ثلاث كاميرات فيديو صوروا أواني الطهي والعمال وكشفوا اغطية أواني الطعام الذي كان سيتم تقديمه للطلاب وقاموا بتصويره والعبث فيه ولاذوا بالفرار وفي صباح اليوم التالي توجه رئيس قسم التغذية لقسم ثان مدينة نصز وقدم صورة من المذكرة التي قدمها لنائب رئيس الجامعة لإخلاء مسئوليته وأمام محمد البشلاوي رئيس نيابة مدينة نصر الكلية اكد ما ذكره واضاف ان الطلاب والطالبات كسروا ابواب ونوافذ المطبخ عندما رفض العمال السماح لهم بالدخول وبسبب خشيتهم منهم فتحوا لهم الأبواب وانهال الطلاب علي العمال والطباخين سبا وبسؤاله عن كيفية دخول فتيات مطبخ المدينة الجامعية المخصصة للطلاب أوضح ان ذلك من مسئولية أمن الجامعة وهذا يرجع الي تقصيرهم واخلالهم بواجبات وظيفتهم وبسؤاله عن سبب تأكده ان هؤلاء المقتحمين من طلاب جامعة الأزهر أوضح انهم كانوا يلبسون الشباشب في اقدامهم ويرتدون ملابس منزلية من ترنجات وغيرها واضاف أن من بين الطلبة شابا كان يصيح في العمال والطباخين انه احمد عبد الرحمن رئيس اتحاد طلاب جامعات مصر وانه حضر وزملاؤه لمعاينة مطبخ المدينة الجامعية بعد حادث التسمم الأول. ولم تجد النيابة امامها سبيلا سوي تكليف المباحث بعمل التحريات فقد تتوصل إلي شخصية الجناة! سارت التحقيقات في طريقها حتي ظهر لغز جديد وهو بلاغ تلقاه مأمور قسم ثان مدينة نصر من كبير الاخصائيين الاجتماعيين في المدينة الجامعية وعامل بالمدينة يفيد انهما في اثناء الفترة الليلية فوجئا بثلاثة من طلاب المدينة الجامعية بحوزتهم ثلاث كراتين معبأة ب105 علب تونة من انواع مختلفة غير الانواع التي يتم تقديمها لطلبة المدينة وكانوا في طريقهم لمطبخ المدينة الجامعية لوضع الكراتين بداخله وعندما سألهم الاخصائي عن هذه الكراتين وسبب توجههم بها لمطبخ المدينة انهالوا عليه سبا مما دفعه الي تحرير محضر بالواقعة لإخلاء مسئوليته. وبإخطار محمد سعد رئيس نيابة الاموال العامة بشرق القاهرة ارسل مأمورية من قسم شرطة مدينة نصر لضبط كراتين التونة وتم ضبطها والتحفظ عليها وداخل النيابة لإرسال عينات منها الي المعامل المركزية بوزارة الصحة للتأكد من صلاحيتها وأقر محمود الصاوي رئيس نيابة قسم ثان مدينة نصر باستدعاء كبير الاخصائيين الاجتماعيين وزميله العامل لسؤالهما وقد استمع كل من المستشارين محمد سعد مدير نيابة الأموال العامة ومحمود الصاوي رئيس نيابة مدينة نصر الي اقوال رئيس المدينة الجامعية محمد احمد ابراهيم ومدير ادارة التغذية في المدن الجامعية وائل عبدالفتاح صابر حيث جاءت اقوالهما متشابهة واجمعا علي انه بعد واقعة التسمم الاولي بالأزهر تغيرت لجنة الاطعمة بلجنة جديدة وكانت تتولي فحص الأطعمة كل يوم بدقة واستبعدا ان يحدث تلوث من الموردين واضافا في أقوالهما امام النيابة باشراف المستشار محمد البشلاوي رئيس نيابة الكلية انه خلال الفترة القليلة الماضية كان هناك فحص دوري من مديرية الصحة بلجنة من وزارة الصحة فحصت الاغذية عشوائيا وتبين ان الفحص سليم وخال من أي ميكروبات كما قامت لجنة من مرفق مياه الشرب واساتذة كلية العلوم بفحص مياه الشرب ووجدت سليمة تماما.