كانت نشأتها في بيت سياسي فقد كان والدها مصطفي كامل مراد رئيس حزب الأحرار الأسبق ومع أنها تفضل عملها كأستاذ لطب الأطفال إلا أنها حققت نجاحا مشهودا لها به عندما كانت تدير مستشفي قصر العيني الفرنساوي وهو ما جعل السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان ترشحها لمنصب مساعد أول للوزيرة لقطاع السكان. إنها الدكتورة مها مراد التي تتمتع بقوة الشخصية والصلابة والإرادة الحديدية وعدم الكلل أو الملل من العمل المتواصل. تقول: أهم هدف لي في عملي الحالي هو تحسين مستوي المعيشة للسكان, ومتابعة تقديم كل الخدمات التي يحتاجونها وأن يكون لكل فرد دور فعال في التنمية التي يجب أن تنعكس عليه, فكل مواطن يجب تنمية قدراته ومهاراته, وهذا لن يحدث إلا إذا اصبح النمو السكاني متناسبا مع التنمية الاقتصادية وكل رب أسرة مسئول عن أن يعقلها ويحاول رفع مستوي حياته وحياة كل فرد في أسرته حتي يوفر لهم سبل الحياة الآمنة, وهذا يأتي عن طريق الاقتناع بأن من مصلحته تنظيم أسرته ليوفر لابنائه فرص التعليم والرعاية الصحية.. فالإنسان المريض, غير المتعلم, الفقير لا يملك فرصة للاستمتاع بحياته, وإذا كانت الأسرة صغيرة ستتمكن الدولة أيضا من توزيع الدخل القومي بصورة أفضل علي السكان وتوفر لهم الرفاهية والحياة الكريمة وفرص التعليم والعمل والمواصلات والصحة وغيرها, وهنا يأتي دور وزارة الأسرة والسكان في التنسيق مع الوزارات المعنية الأخري وكذلك المحافظات وهنا يجب أن اشير إلي أن تمثيل الوزيرة كعضو دائم في مجلس المحافظين يساعد علي التنسيق والترابط وتنفيذ السياسات لأن المحافظات هي القاعدة, واللامركزية لها أهمية كبري في القضاء علي المشكلة السكانية. ونبهت إلي أن مشكلة الأمية لاتزال من أخطر القضايا, وأهم شيء هو تعليمه, وأهم مرحلة في تكوين شخصية الطفل هي السنوات السبع الأولي من عمره تليها الدراسة الابتدائية وخلالها يجب ان نغرس فيه الثقافة السكانية لتوعية الأجيال المقبلة بأن الانسان يجب أن يتمتع بحياته وأنه لا يعيش فقط لكي يأكل وينام! وأضافت ان تسرب الأطفال من المدارس واتجاهم إلي العمل مشكلة كبيرة, وقانون الطفل المصري ينص علي أن التعليم حق للطفل وأن الأسرة مسئولة عن هذا الحق, لذا يجب معاقبة الاهالي وأصحاب الأعمال الذين يجبرون الأطفال علي العمل في سن صغيره, لأنني أعتبر عمالة الأطفال جريمة! وعادت د. مها مراد للحديث عن عملها بالوزارة لتؤكد انه يحتاج إلي تفكير وتركيز ووضع سياسات ومتابعة تنفيذها, مؤكدة أن النجاح توليفة من الدراسة والتجربة, والسمات الشخصية أيضا والمهم اتخاذ قرارات في الأوقات المناسبة واعداد كوادر ونقل خبرات للآخرين. وقالت إنها عضو منذ عامين في لجنة الصحة بأمانة السياسات بالحزب الوطني التي تضم80 عضوا من أساتذة الاقتصاد والصيدلة والطب وإعلاميين وأعضاء بمجلسي الشعب والشوري وغيرهم, ورغم نشاطها الحزبي فإنها لا تعتزم ترشيح نفسها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وذكرت أنها خاضت تجربة الترشيح في انتخابات مجلس إدارة نادي الجزيرة وكانت تتجول وسط جموع الاعضاء الذين يبلغ عددهم40 ألف عضو وكانت تجربة شاقة, لكنها كانت لديها رغبة قوية في خدمة النادي ولا تعتزم أيضا ترشيح نفسها مرة أخري لأنها ستركز جهودها في اجراء بحوث سكانية وزيارة المحافظات والتعرف علي مشكلات الناس الحقيقية لرفع مستوي نوعية الخدمات المقدمة اليهم والتعرف علي مردود التنمية علي السكان لتحسين الخصائص السكانية, وقالت: أفعل ذلك بحب لأنني أشعر بأني قريبة من البسطاء الذين تعاملت مع أعداد كبيرة منهم خلال عملي بمستشفي أبوالريش ومستشفي قصر العيني وتهمني سعادتهم ووصول الخدمات الحكومية اليهم في صورة مرضية يتعمق من خلالها الشعور بالانتماء وحب البلد والحياة.. سألتها: ماذا عن الجانب الأسري في حياتك؟ قالت: لم أنس يوما أنني امرأة.. فعندما أدخل البيت أتابع كل صغيرة وكبيرة وأحاول الفصل بين العمل والمنزل وأحرص علي قضاء الأجازة للتواصل مع أسرتي.. وأتابع أبنائي. فالأمومة احساس جميل وتحتاج لمجهود وأبنائي هم: نورالدين طراف طبيب أسنان ويدرس الدكتوراه حاليا في استراليا ومتزوج من انجليزية وابنته هنا عمرها عامان ونهال ماجستير في الاقتصاد من انجلترا وتعمل في بنك هناك وأمينة علوم سياسية بالجامعة الأمريكية. وطول عمري أرشدهم من بعيد دون اجبارهم علي فعل شيء.. وزوجي د. يحيي طراف استاذ طب عظام الأطفال بقصر العيني.. وأنا أؤمن أن الرجل والمرأة زميلان في الكفاح, فإذا كان هو اليد اليمني فهي اليد اليسري.. فهما معا يحققان الكثير.. فهما شريكان في تحمل المسئولية.. وكثيرا ما أتذكر الحكمة التي تقول: كوني له أرضا يكون لك سماء فالمرأة تكون أرضا صلبة تدعمه ويطلع منها الزرع وهو يكون السماء ليعطيها الأمان.. والانسان الذي يعوق زوجته عن العمل فإنه يخطيء في حق نفسه أولا, كما أن وراء كل امرأة ناجحة رجلا ساندها سواء كان زوجا أو أخا أو أبا أو ابنا.