بالرغم من السمعة العريضة التي تتمتع بها محافظة الإسماعيلية بوصفها عروس مدن القناة نظرا لتمتعها بقدر كبير من النظافة والخضرة الممتدة والشواطيء الطويلة, إلا أن التقارير تكشف عن مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن الإسماعيلية تحتل المرتبة الأولي بين محافظات الجمهورية في عدد المناطق العشوائية بالرغم من أنها أولي المحافظات التي كانت لها تجارب ناجحة في التصدي للعشوائيات وحصلت علي جائزة دولية تكريما لهذه التجارب حيث يوجد بها02 منطقة عشوائية في المدن فقط, وذلك بخلاف المناطق العشوائية في الريف ولا يتوقف الأمر علي ذلك بل أصبحت الإسماعيلية التاريخية التي بناها الفرنسيون معرضة للعشوائية أيضا, وذلك بسبب الارتفاعات الشاهقة للعمارات الجديدة وعدم التزامها بالطابع المعماري والمميز للمدينة والتي تهدد بفقد أحد الخصوصيات المهمة التي تمتاز بها عن باقي المحافظات والغريب أن هذا الأمر يتم تحت بصر المسئولين دون أن يحرك أحد منهم ساكنا. وتتساءل حبيبة عيد خبيرة تطوير المناطق العشوائية: هل هذه هي الإسماعيلية التاريخية التي بناها الفرنسيون وهل يمكن أن تكون بهذا الشكل بما فيها المقر السابق للحزب الوطني الديمقراطي المنحل والذي كان مقرا لشركة قناة السويس؟ وتشير إلي أن منطقة الفيلات بنادي الجولف تتعرض للتشويه كما أن هيئة قناة السويس عندما تعطي الفيلات لجهات سيادية كنا نأمل أن نلزمها بشروط محددة تمنع البناء بداخلها حتي لا يؤثر ذلك علي الطابع التاريخي فهذه ثروة عقارية تاريخية لا تقدر بمال ويجب الحفاظ عليها كما يجب أن يعاد ترميم مبني هيئة قناة السويس القديم وتحويله إلي مزار تاريخي وعدم منحه لأي جهة وأضافت أن قرارا سابقا لأحد محافظي الإسماعيلية السابقين نص علي أن تكون الارتفاعات4 أدوار فقط وأرضي وكان وراء القرار الاستشاري المعروف في ذلك الوقت الدكتور عبد الباقي إبراهيم وراعي ذلك حجم المرافق والتي لن تتحمل هذه الارتفاعات الشاهقة والتي ستمثل ضغطا كبيرا علي مرافقها وسنواجه بمشاكل للصرف الصحي تحتاج إلي ملايين الجنيهات لحلها. وتؤكد حبيبة عيد أن الإسماعيلية كانت لها تجارب ناجحة في علاج مشاكل المناطق العشوائية وحصلت علي جوائز دولية في هذا المجال مثل مشروع حي السلام وأبو عطوة والذي يدرس الآن علي مستوي العالم في التجارب الناجحة للنهوض بالعشوائيات بالإضافة إلي4 مناطق خلف المحافظة الجديدة وهي مناطق الصفا وزمزم والمروة والطائف وكذا مشروع الحلو س والبهتيني والذي حصل علي شهادة تقدير من الأممالمتحدة عن أفضل المشروعات التي أديرت ماليا إلا أن هذه المشروعات حدث لها نوع من الردة وبدأ الزحف العشوائي في مشروع الحلوس والبهتيني من جديد بالرغم من أن مشروع التطوير انتهي بنهايات محددة للمنطقة وبالرغم من وجود محطة للصرف الصحي وخطوط صرف رئيسية وهو ما يعني أننا في طريقنا إلي منطقة عشوائية جديدة. كما أن حي السلام علي مساحة510 أفدنة وأبو عطوة علي مساحة340 فدانا كانا من المشروعات المميزة التي امتصت الزيادة السكانية إلا أنه لم تحدث سيطرة علي الأماكن المجاورة وبدأت العشوائيات في الزحف من جديد وكذلك يجب النظر إلي حجم العشوائيات في طريق سرابيوم وكذا البناء في بعض الأماكن بالمخالفة للقانون وتؤكد أن الأرقام مخيفة, فالإسماعيلية من أكبر المحافظات في عدد المناطق العشوائية لأنها مصنفة ضمن المحافظات الريفية والمشكلة أن هذه المناطق في حاجة إلي مرافق فمن سيتحمل تكلفتها. وتشير إلي أن المشكلة تكمن في أن الجهاز التنفيذي أصبح في حاجة إلي تحديد الأدوار والمسئوليات, كما أنه في حاجه إلي رؤية ودعم سياسي وخبرات في تطوير المناطق العشوائية ويحتاج إلي التدريب للعمل كفريق كل في تخصصه, وتوضح أن الجهات الرسمية تفتقد إلي التنسيق في عملها فعلي سبيل المثال تفاجأ بأن الإصلاح الزراعي قد أعلن عن بيع أراض في المزاد دون علم المحافظة ودون تنسيق معها وعندما تذهب لمسئول القرية وتسأله عن العشوائيات يطالبك بالذهاب إلي الإصلاح الزراعي أو حماية الأراضي الزراعية وعندما تذهب للإصلاح يحيلك إلي رئيس المدينة وهو ما يحتاج إلي تغيير المفاهيم والبحث عن إدارة قوية وذات رؤية مستقبلية. وتشير إلي أن النجاح في إدارة وحل مشاكل المناطق العشوائية يأتي أولا من فهم طبيعة المناطق التي يجري العمل بها والنظام الذي يجب أن يطبق فالذي ينفع في منطقة عشوائية قد لا ينفع في منطقة أخري كما يجب تشكيل مجموعات عمل من الأهالي والحكومة والجهات ذات الصلة وأن نعطي قيمة ومكانة لكبار سكان المنطقة حتي يكون الجميع معك في أفكارك وكان ذلك سر نجاح مشروع حي السلام وأبو عطوة كما تؤكد دور العمل التطوعي مثل الحملات الطبية واستخراج البطاقات مجانا لسكان الحلوس والبهتيني وهي الفكرة التي انتشرت من الإسماعيلية إلي جميع محافظات الجمهورية وهو ماعمل علي جذب المواطنين وتهيئتهم للقرارات الصعبة والأعمال الكبيرة. وتشير المهندسة أحلام سيد أحمد السكرتير المساعد لمحافظة الإسماعيلية إلي أن المحافظة تضم20منطقة عشوائية علي مستوي المدن فقط وذلك بخلاف المناطق العشوائية في المناطق الريفية وهذا الحصر مرده إلي أن صندوق تطوير العشوائيات يعمل علي أساس المباني العشوائية داخل المدن فقط وتؤكد أن هناك مجموعة من الإجراءات التي تم اتخاذها للتصدي للعشوائيات منها الاتفاق مع رؤساء المراكز والمدن ومديري التطوير بالمحافظة علي أن الأشخاص الذين لم يقوموا بتقنين أوضاعهم في المساحات الواضعين لليد عليها خلال المهلة المحددة لذلك سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المعتدين وتحرير محاضر بناء دون ترخيص. وتشير إلي أنه بالنسبة للأراضي الفضاء فسيتم الإعلان عن مزاد علني واتخاذ الإجراءات القانونية الخاصة بها وأضافت أنه بالنسبة للحالات التي قامت بوضع اليد وأقامت مباني بالفعل وأدخلت مرافق المياه والكهرباء والتليفونات سيتم حصر هذه المخالفات وسيفتح لبعض الحالات منها باب التقنين وإذا لم تتقدم سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية للبناء بدون ترخيص والتعدي علي أراضي الدولة وحول منطقة الكاكولا أشارت إلي أن هذه الأماكن مؤجرة كأكشاك من قبل هيئة قناة السويس قبل أن تؤول للمحافظة ولا يجوز البناء عليها حيث يعتبر البناء لاغيا للرخصة وأضافت أن المطروح بناء عمارات سكنية لسكان هذه المنطقة ولكنهم رفضوا.