أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف, أن الاقتصاد الإسلامي إذا طبق تطبيقا عصريا صحيحا وواعيا ومنبثقا من روح الإسلام السمحة وسعة أفقه, فإنه يكون قادرا علي حل كثير من المعضلات والمشكلات الاقتصادية التي تمر بها الأمة. جاء ذلك خلال كلمته أمس خلال افتتاح المؤتمر العلمي الثالث بكلية التجارة بجامعة الأزهر بالتعاون مع مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة, تحت عنوان: الاقتصاد الإسلامي: الفلسفة النظام التطبيقات المعاصرة, بمشاركة العديد من الباحثين الأكاديميين والخبراء المصرفيين من مصر والدول العربية حول فرص نهوض الاقتصاد الإسلامي خلال الفترة الحالية والحلول المطروحة للمشكلات الاقتصادية. والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد جمعة مبروك عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية. ويناقش المؤتمر علي مدي يومين دور الانظمة المالية الإسلامية في توفير التمويل اللازم للاستثمار, والحلول المطروحة لحل مشكلة عجز الموازنة في مصر والذي وصل إلي200 مليار جنيه من منظور الاقتصاد الإسلامي, بالإضافة إلي فكرة الصكوك كأداة تمويل إسلامية والشبهات المنتشرة حولها في الفترة الحالية. وقواعد وضوابط الإنفاق في الفقه الإسلامي وضوابط تحديد الربح في الاقتصاد الإسلامي, والدور التنموي للوقف, وكذلك دور الزكاة في معالجة المشكلات الاقتصادية, ودور البنك الإسلامي للتنمية كتجربة عملية في التمويل. وقال الدكتور سعيد عبد العال, عميد كلية التجارة بنين ورئيس المؤتمر, إن المؤتمر يضيف إلي علم الاقتصاد معرفة تراكمية, حيث يناقش واحدا وعشرين بحثا محكما في مختلف المجالات, تمس أهم القضايا المعاصرة, يناقشها باحثون من مصر ومن الدول العربية, ومن أهم محاور المؤتمر: دور الزكاة في حل المشكلات الاقتصادية, وفلسفة الاقتصاد الإسلامي, ودور المؤسسات الاقتصادية في النهوض بالأمة الإسلامية, ومعايير الاستثمار الإسلامي بين النظرية والتطبيق, و غير ذلك. وأضاف أن المؤتمر يأتي عقب الأزمات المالية العالمية المتلاحقة, وتوجه العالم- بغض النظر عن عقائده وأيديولوجياته- نحو التوجه الإسلامي للاقتصاد والاستثمار. من جانبه دعا الدكتور عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي المجتمعات الإسلامية إلي إعادة اكتشاف الفلسفة الإسلامية التي تتعلق بالحياة الاقتصادية, وأشار إلي أنه من الأهمية بمكان لنا في العالم المعاصر, ولفقهائنا واقتصاديينا الإسلاميين, أن يفهموا, فهما دقيقا, قضايا السياسات وعلاقتها بأهداف وفلسفات الأحاديث والنصوص الشرعية التي كان الغرض منها التسهيل علي الناس في ذلك الزمن.