مصر مستهدفة.. عبارة مستهلكة, لكنها لم تكن يوما أكثر تعبيرا عن واقع الحال, ولم تكن هناك أدلة قاطعة علي صدقها أوضح مما نشهده اليوم! ذلك أن ريادة مصر في منطقتها من العالم كانت تعتمد دوما علي قدراتها البشرية المتفوقة( كما ونوعا) وعلي قدراتها العسكرية القادرة علي التأثير الفعال في التوازن الاستراتيجي للشرق الاوسط, وبصفة أخص فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي, ومصر هي مناط الحرب والسلام فيه. وعندما سقط حكم مبارك, في فبراير2011 تبعثرت أوراق كثيرة خاصة بأوضاع المنطقة, كانت موضوعة بترتيب معين متفق عليه, وتحركت قوي من داخل الاقليم وخارجه لكي تعيد ترتيب هذه الأوراق وفقا لمصالحها, واستغلال فترة ضعف لا مفر منها لمصر, ولا أبالغ إذا قلت إن حركتها استهدفت أن يستمر هذا الضعف ويتعمق من خلال ضرب مصادر قوتها التقليدية وأهمها قواتها المسلحة, ومن ثم علاقتها بالشعب والتي كانت قد توثقت جدا خلال الثورة! فالدولة القوية عسكريا تكون غالبا قادرة علي تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي لمواطنيها من خلال علاقاتها الدولية, خصوصا في المناطق المتوترة المشتعلة بالصراعات والعكس طبعا صحيح ويتعين الا يغيب عنا أن في منطقتنا دولا كثيرة تتوق لانتزاع الدور المصري الرائد في الحرب والسلام, وما يترتب عليه من منافع سياسية واقتصادية. كما أن هناك أيضا الحرامية في الداخل, الذين دالت دولتهم, وانهارت عروشهم, وهم يشعلون الحرائق لكي ننشغل بها عن تعقبهم, ولاننسي طبعا التيارات والجماعات السياسية التي عارضت علنا حكم مبارك وعندما سقط توهمت أنها الوريث الشرعي الوحيد للحكم, فلما أسقطهم الشعب في انتخابات برلمانية حرة ونزيهة, طاش صوابهم فشاركوا الفلول في إحراق الوطن وثبت تورطهم في تجنيد البلطجية! وهكذا وقعت الأغلبية من المصريين بين شقي الرحي الداخلي والخارجي دون اتفاق بينها بالطبع لكن النتيجة واحدة والهدف واحد هو اسقاط أركان الدولة, القوات المسلحة أولا ثم مجلسي الشعب والوزراء ثانيا والسعي نحو المزيد من الفوضي لتكريس الدمار الاقتصادي حتي يضج المواطن البسيط من سوء الحال وينفجر الوطن كله بثورة الجياع! وأقول بكل صدق إن ما نحن فيه من خراب مرشح( للاستمرار) حتي بعد عودة الجيش لثكناته وانتخاب مجلسي الشعب والشوري ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء, ما لم نفق( الآن) ونستخدم سيف القانون في مواجهة المخربين ومن وراءهم. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم