واصلت كوريا الشمالية أمس ضغوطها علي جارتها الجنوبية برفضها دخول عمال كوريين جنوبيين مجمع كايسنوج الصناعي, في خطوة قد تتسبب في احتجاز مئات العمال من كوريا الجنوبية في الشمال في أكثر المناطق التي تشهد حشدا عسكريا علي الحدود. في الوقت الذي لوحت فيه سول بالخيار العسكري لحماية مواطنيها.وفي سول, لوح كيم كوان جين وزير الدفاع الكوري الجنوبي بأن سول تدرس جميع الخيارات المتاحة لضمان سلامة مواطنيها الذين مازالوا في المنطقة الصناعية, بما في ذلك العمل العسكري إذا استدعي الأمر. وأعلن كيم خلال اجتماع لنواب الحزب المحافظ الذي يتمتع بالأغلبية عن خطة طوارئ تنص علي إمكان اللجوء إلي القوة عند اللزوم. وذكرت مصادر كورية جنوبية أن تسعة عمال فقط من أصل861 عاملا كوريا جنوبيا تمكنوا من الرحيل بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وفي السياق ذاته, أبدت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية أسفها بشأن هذا القرار. وذكر المتحدث باسم الوزارة أن الحكومة الكورية الجنوبية تضع الأمن الشخصي لشعبها علي رأس أولوياتها وتدرس موقفا إضافيا عقب التشاور مع الشركات العاملة في المجمع الصناعي, معتبرا أن هذه الخطوة تعيق تشغيل مجمع كايسونج الصناعي المستقر. ودعا المتحدث كوريا الشمالية إلي إعادة تطبيع عمليات الدخول والخروج في المجمع علي الفور. وفي واشنطن, هدد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بأن الولاياتالمتحدة سوف تدافع عن نفسها وحليفتها كوريا الجنوبية ضد التهديدات العسكرية لكوريا الشمالية, مشيرا إلي أن واشنطن لن تقبل بكوريا الشمالية كدولة نووية. ووصف كيري, في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج سي, تهديدات بيونج يانج الأخيرة بشن عمل عسكري ضد سول وواشنطن بأنه استفزازي وخطير ومتهور, وقال إن الولاياتالمتحدة مستعدة تماما وقادرة علي الدفاع عن مصالحها, وأوضح أنه يعتقد أن كوريا الشمالية تعرف ذلك. وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مستعد للحل السلمي والتفاوض علي إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية إذا كانت بيونج يانج جادة في هذا الصدد. وقال إن إعلان بيونج يانج أنها تخطط لإعادة فتح مفاعل يونجبيون سيكون انتهاكا مباشرا لالتزاماتها وعملا استفزازيا, يتناقض كليا مع الطريق الذي سلكناه طوال كل هذه السنوات. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي أن تطوير بيونج يانج لأسلحة نووية تهديدا لواشنطن وحلفائها. وأعلن هاجل خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني الجنرال تشانج وانكون أن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية سيقوم بزيارة نادرة إلي الصين خلال أبريل الحالي للتشاور حول الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأطلع هاجل تشانج علي التهديد المتزايد الذي يشكله سعي كوريا الشمالية لاقتناء السلاح النووي وصواريخ باليستية علي واشنطن وحلفائها, داعيا إلي التعاون بين الصين والولاياتالمتحدة. وفي تطور أخر, أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تواجه ضغوطا من قيادات الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ لإعادة تسمية كوريا الشمالية دولة راعية للارهاب بعد إعلان الأخيرة إعادة تشغيل برنامجها النووي. وفي بكين, ذكرت وزارة الخارجية الصينية أن دبلوماسيا صينيا التقي مع سفراء من الولاياتالمتحدة والكوريتين للتعبير عن القلق البالغ بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعد تصاعد حدة التوتر. وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن نائب وزير الخارجية الصيني تشانج يي سي اجتمع مع سفراء كوريا الشمالية والجنوبية والولاياتالمتحدة وعبر عن القلق البالغ بشأن الوضع الراهن في شبه الجزيرة. وأضاف تعتقد الصين أن علي جميع الاطراف التزام الهدوء والتحلي بضبط النفس وعدم اتخاذ خطوات متبادلة مستفزة ويجب عليها بالتأكيد عدم القيام بتحركات تزيد الوضع تفاقما. وفي موسكو, صرح نائب وزير الخارجية الروسي بأن روسيا قلقة من الوضع القابل للانفجار قرب حدودها في أقصي الشرق. وأضاف لا اعتقد أن أي طرف سيتعمد القيام بأي تحرك يؤدي إلي اندلاع الحرب. لكن الوضع الحالي متوتر جدا ويكفي خطأ بشري عادي ليصبح الوضع خارج السيطرة. وفي باريس, دعا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي الصين إلي استخدام سلطتها علي كوريا الشمالية لإنهاء الأزمة في شبه الجزيرة الكورية, معلنا أنه سيزور بكين خلال أيام لمناقشة الوضع.