الدعاء سلاح المؤمن وأحد أسس العبادة الحقة, ومقام العبودية لله تعالي, وذلك لأن العبد كلما مرت به ضائقة ولجأ إلي الله في تبتل وضراعة وخشوع جسد حقيقة العبودية لله تعالي ومن ثم يصبح أهلا لاستجابة الله لدعائه, كما حدث لاستجابة الله دعاء أنبيائه جميعا, وهو من أعظم العبادات وصورة محببة إلي الله سبحانه وتعالي, حتي إن رسول صلي الله عليه وسلم يقول: من لم يدع الله يغضب عليه, كما أن الرسول يعتبره هو العبادة فقد أثر عنه قوله: الدعاء هو العبادة. هذا ما أكده الدكتور رمضان متولي كبير المترجمين بالتليفزيون العربي, وأستاذ اللغة الفارسية وآدابها بجامعة وهران بالجزائر, وهو صاحب المؤلف الشهير أئمة علم الحديث النبوي في بلاد ما وراء النهر. وفي كتابه الذي صدر أخيرا عن الهيئة العامة المصرية للكتاب تحت عنوان:عبر من دعاء الأنبياء والصالحين في قصص القرآن يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا في تقديمه لهذا الكتاب قدم المؤلف نماذج من الأدعية التي دعا بها الأنبياء والصالحون لتكون عبرة وأسوة للمسلمين قاطبة في كل وقت وفي كل حين, وفي كل شدة أو بلاء أو لتحقيق الرجاء, كما اشتمل أيضا علي آداب الدعاء والتوجه إلي الله تعالي, ووضح المؤلف فضل الدعاء ونماذج من أدعية الملائكة والصالحين وما أثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم, وتناول أيضا أدعية بعض العلماء العاملين. وقد أكد المؤلف في كتابه أن الدعاء يعد من أقوي الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب وعلاج البلاء ورد القضاء, وأوضح المؤلف شروط إجابة الدعاء, حيث لا يقبل المولي جل وعلا دعاء من قلب غافل لاه, وكذلك أكل الحرام يبطل قوة الدعاء مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء. ثم أوضح المؤلف أن للأنبياء ابتداء من آدم عليه السلام وانتهاء بأكرم خلق الله محمد صلي الله عليه وسلم أدعية, وردت في بعض آيات القرآن الكريم أكرمهم الله بإجابتها, وحفلت في ثناياها بالعديد من العبر والعظات النافعة والتي تعد منهلا عذبا للمؤمنين العاملين بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم. وطرح المؤلف نماذج من الأدعية التي دعا بها الأنبياء عليهم السلام والصالحون لتكون عبرة وأسوة للمسلمين قاطبة في كل وقت وحين, وفي أوقات الشدة والرخاء لتحقيق الرجاء من المولي جل وعلا, كما أنها تشمل أدب الدعاء والتوجه إلي الله تعالي, وأوضح المؤلف في هذا الكتاب فضل الدعاء, وذكر نماذج من دعاء الملائكة والصالحين, وما جاء عن الرسول صلي الله عليه وسلم من دعاء, والكتاب في مجمله يتكون من أربعة أبواب مقسمة علي عشرين فصلا, جاء الباب الأول من ستة فصول, تناولت آيات من الدعاء في القرآن الكريم, وتعريف الدعاء ومعناه وأوجهه, وآداب الدعاء, وفضله ومنزلته, كما أورد أمثلة من دعاء نفر من المؤمنين الصالحين في بعض آيات الذكر الحكيم, وأمثلة من دعاء الملائكة والصالحين. أما الباب الثاني فجاء في خمسة فصول, تضمنت أدعية مأثورة عن النبي صلي الله عليه وسلم, وأنواعا من الاستعاذة المأثورة عن النبي, وأدعية أخري عن سيد الخلق وعن الصحابة الكرام رضي الله عنهم, ومجموعة من الأدعية من اجتهاد بعض علماء الأمة المعاصرين, وفي الفصل الخامس تحدث عن الذكر في القرآن. أما الباب الثالث فجاء في ستة فصول حول فضل الذكر, وآيات التسبيح والحمد والاستغفار في القرآن, وفي الباب الرابع تحدث عن الأوراد, وتعريفها, وأوراد الليل وختام الورد.