أعلنت كوريا الشمالية أنها في حالة حرب مع جارتها الجنوبية, ووجهت تحذيرات لسول وواشنطن من ان أي تصعيد للاستفزازات من جانبيهما سيؤدي إلي تفجر حرب نووية شاملة. في الوقت الذي أكدت فيه الولاياتالمتحدة أنها تأخذ هذه التهديدات بجدية في حين قللت كوريا الجنوبية من أهمية خطاب جارتها الشمالية. وكشفت وكالة الأنباء الكورية الشماليه المركزية الرسمية في بيان عن أنه من الآن فصاعدا ستدخل العلاقات الشمالية- الجنوبية مرحلة الحرب, وكل القضايا المثارة بين الشمال والجنوب ستعالج بحسب بروتوكول خاص بزمن الحرب. وأضافت الوكالة أن هذا البيان أصدرته بشكل مشترك الحكومة الكورية الشمالية والحزب الحاكم ومؤسسات أخري. وأوضح البيان أن وضع اللا حرب واللا سلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية انتهي. وفي تطور آخر, هددت بيونج يانج بإغلاق مجمع كايسونج الصناعي الذي يدار بشكل مشترك, ويعد المجمع أحد المصادر القليلة للعملة الأجنبية لكوريا الشمالية الفقيرة المنعزلة. وفي سول, صرح مسئول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية بأنه لم تظهر علامة علي وجود نشاط غير عادي في الجيش الكوري الشمالي أو أي شيء يشير إلي قرب وقوع عدوان. وقال بيان للوزارة إن بيان كوريا الشمالية ليس تهديدا جديدا وإنما استمرار للتهديدات الاستفزازية. وفي واشنطن, أعلن البيت الأبيض أنه يأخذ هذه التهديدات الجديدة علي محمل الجد. وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي: شاهدنا التقارير الإخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية, نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقي علي اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي. لكنها أشارت إلي أن كوريا الشمالية لديها تاريخ طويل من الخطاب الحربي والتهديدات, وإعلان الحرب يتسق مع نمط مألوف, مضيفة أن الولاياتالمتحدة قادرة تماما علي حماية نفسها وحلفائها في آسيا. وأكدت المتحدثة أن واشنطن تتخذ تدابير إضافية ضد التهديد الكوري الشمالي, ومنها خطة لزيادة عدد الطائرات الاعتراضية المتمركزة علي الأراضي الأمريكية إضافة إلي رادارات الإنذار والتقصي. وفي موسكو, دعت روسيا الكوريتين والولاياتالمتحدة إلي التحلي بالمسئولية وممارسة أقصي درجات ضبط النفس وألا يتجاوز أحد الخطوط الحمراء. وقال جريجوري لوجفينوف المسئول عن الملف الكوري في وزارة الخارجية الروسية إنننتظر من الطرفين أن يتحليا بالمسئولية ويمارسا أقصي درجات ضبط النفس وألا يتجاوز أحد منهما نقطة اللاعودة. وأضاف الدبلوماسي أنه لا يمكننا بطبيعة الحال الوقوف في صمت بينما يتصاعد التوتر علي حدودنا الشرقية. وتابع أن روسيا علي اتصال دائم مع شركائنا في المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. وعلي عكس تجاهل سول لتهديدات بيونج يانج, أعرب سكان في جزيرة يوينج بيونج الكورية الجنوبية الحدودية عن قلقهم من تصعيد كوريا الشمالية لهجتها الغاضبة ضد بلادهم حيث ذكرتهم هذه الكلمات بالقصف الذي تعرضت له الجزيرة في2010. ويشعر نحو2100 شخص هم سكان الجزيرة بالقلق من احتمال تعرض الجزيرة لوابل جديدة من الصواريخ. وفي غضون ذلك, استبعدت صحيفة الجارديان البريطانية إمكانية تحقق التهديد الكوري الشمالي بمهاجمة الولاياتالمتحدة, واصفة إياه بغير الواقعي, فيما رأته ممكنا إزاء كوريا الجنوبية غير أنها دعت في الوقت نفسه الغرب إلي ضرورة توخي الحذر والتزام اليقظة الشديدة إزاء تهديدات بيونج يانج. ودللت الصحيفة علي صحة وصفها للتهديدات الكورية الشمالية لأمريكا بغير الواقعية, بانعدام وجود دليل علي امتلاك بيونج يانج لصواريخ يتجاوز مداها4 آلاف ميل, أو وجود ما يثبت أنها تتقن تركيب رؤوس نووية لتلك الصواريخ, قائلة إنها حتي لو كانت تمتلكها فلن تستطيع لأن تلك الصواريخ سيتم اعتراضها, وعليه فإن كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن تستطيع النوم في هدوء واطمئنان. علي صعيد آخر, كشفت القوات الجوية الأمريكية عن أن تكلفة إرسال قاذفات بي-52 إلي سول تتكلف ملايين الدولارات, وأن هذه القاذفات قادرة علي التحليق حوالي57 ساعة ويمكن أن تطير مسافة تقدر بأكثر من6500 ميل. أثار تحليق هذه الطائرات غضب كوريا الشمالية ودفعتها إلي التهديد بشن حرب نووية شاملة.