استمرار الثورة حق أصيل, والتظاهر والاعتصام أساليب مشروعة طالما لا تخل بالأمن العام, ولا تعطل المصالح, ولا يشوبها اعتداء ما علي الحقوق والممتلكات العامة والخاصة, فتلك شروط أقرتها كل دساتير وقوانين العالم. والثوار الذين أشعلوا ثورة25 يناير, واستطاعوا في ثمانية عشر يوما أن يخلصوا مصر من حكم دكتاتوري فاسد يدركون جيدا أن هناك من يريد تشويه صورتهم لدي الشعب المصري, ولدي شعوب المنطقة بل كل شعوب العالم المتطلع نحو الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح في الأحداث التي جرت أمام مبني ماسبيرو, وفي شارع محمد محمود, وأخيرا حول مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري. إن ثوار25 يناير لا يخربون, ولا يحرقون, ولا يلقون بالحجارة علي اخوتهم رجال القوات المسلحة والشرطة, لأنهم جميعا مصريون يحبون مصر ويبذلون دماءهم من أجل عزتها وكرامتها. إن الجميع يتساءل الآن: ما هذا الذي يجري علي أرض الكنانة؟ شخصيات بعينها أصبحت مقررة علي المصريين في كل البرامج التليفزيونية وعلي الفضائيات, نسمع الكلام نفسه ونشاهد الصورة ذاتها, كثيرون ينتقدون ويهاجمون, كل من هب ودب, والمؤسف أن الجميع ينظر الي الخلف, ولا أحد يفكر في مستقبل هذا البلد. لابد ان نعمل, ونضع رؤية جديدة لمستقبل مصر, ولابد أن ننتج حتي نخرج من الضائقة الاقتصادية التي نعاني منها والتي زادت بعد الثورة نتيجة انصرافنا الي الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات علي الفاضي والمليان الكلام والرغي, والمناقشات لن تحل مشكلات مصر. مطلوب تفكير علمي قائم علي أسس موضوعية. فمصر تعج بملايين من العاطلين والأميين والجوعي, ولابد من التفكير فيهم بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب, والحديث عن النظام السابق الذي انتهي إلي غير رجعة.