شيئان يهددان إرادة الإنسان, الخوف والجهل, هذا هو مضمون رسالة فيلم (أسماء) التي يقدمها المخرج الواعد عمرو سلامة بين ثنايا واحدة من القضايا التي لم يعد مقبولا السكوت عنها. حق المصابين بمرض (الإيدز) في الحياة, بعد ان ساد في عالمنا العربي عن غير وعي اعتقاد بأن مريض الإيدز هو شخص ناقل للموت والشذوذ, فتم نبذهم وتركهم ينتظرون الموت, وتزداد القسوة عندما تحتاج أسماء الحاملة للمرض جراحة ترحمها من آلام المرارة, في عالم يخشي علاجها خوفا وجهلا بكيفية التعامل مع المصابين بالإيدز. هند صبري تقدم واحدا من أفضل أدوارها علي شاشة السينما, ابتعدت عن المبالغة رغم القهر ومعاناة الشخصية, فكان صمتها صراخا, ونظراتها حوارا وعتابا, لإدراكها أنها تعبر عن أسماء كثيرة ترفض الإفصاح عن مرضها, خوفا من أن يلفظهم المجتمع, فقد بلغ عدد المصابين بالايدز في البلدان العربية وفقا لإحصائية للأمم المتحدة, نحو نصف مليون شخص من بين 23 مليون مصاب بالمرض علي مستوي العالم. كان للماكيير دور مؤثر في رسم ملامح أسماء (هند صبري) التي جمعت بين البؤس والتحدي, أكدها أداء هاني عادل الزوج, والمبدع سيد رجب الأب, وزادت مهارة المونتير عمرو صلاح من حيوية الإيقاع الملئ بالمداخلات بين الماضي والحاضر (الفلاش باك), وساعدت تلقائية ماجد الكدواني (المذيع التليفزيوني), علي إبراز الصراع الدائر بين الجهر بالحقيقة وخشية رد فعل العيون المتربصة, وان كانت صرخة الكدواني (مصر هاتولع بكرة) تتنافي مع تجدد الأمل, لحظة الشعور بالحياة التي تحررت فيها الفتاة من خوف النفس, أن الحياة ممكنة مع هذا المرض وغيره من أمراض المجتمع, طالما لدينا القدرة علي التحرر من الخوف والعقول المظلمة. المزيد من أعمدة سمير شحاته