خطفت رجلي يومين الي أبو ظبي حضرت فيهما احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بالعيد الوطني الذي يوافق يوم2 ديسمبر عندما استطاع الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله أن يجمع منذ أربعين سنة أمراء دبي والشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة ويقنعهم بأن كل إمارة وحدها بعد أن انسحبت بريطانيا من الخليج إمارة هشة يمكن العصف بها لكنها تصبح كبيرة إذا انضم الستة وكونوا تحالف الإمارات العربية. ولدت الدولة الجديدة بفضل زايد وجهوده عام1971 لكن ظل الاعتقاد بأنها دولة في مهب الريح وأنها فور رحيل الشيخ زايد ستتفرق وتنتهي, خاصة بعد أن أصبحت دبي قوة لها اقتصاد نام وعمائر حضارية ونظام قوي ينافس أبو ظبي. وفي2 نوفمبر2008 انتقل الشيخ زايد الي رحمة الله وقبل زايد وبعده توفي جيل المؤسسين لكن علي عكس ما توقع الكثيرون استطاع جيل الخلفاء أن يواصل مسيرة دولة الاتحاد لتصبح أقوي وأكثر ثباتا وتبلغ سن الأربعين سن الحكمة والقوة. زرت أبو ظبي لأول مرة في ديسمبر1970 وكانت ولا حاجة.. عبارة عن رمال في معظمها وبنايات بالغة البساطة وليس فيها فندق واحد أو شارع مرصوف مكتمل, وكان الشيخ زايد قد بدأ كتابة صفحة تعميرها, واليوم بعد أربعين سنة فقط أصبحت أبو ظبي مدينة عصرية ينقل عنها صور الناطحات والشوارع الواسعة والأسواق الضخمة, لكن مالا تنقله الصور نظام التعليم المتطور الذي أقامته دولة الإمارات من المدرسة الي الجامعة والذي خرج جيلا متمكنا ويضيف الي مستقبلها رصيدا أكثر قوة, الي جانب فرض القانون علي الجميع. وربما أكبر مثال لذلك الجزاءات بالغة الشدة علي مخالفات المرور التي تصل الي السجن عند كسر الإشارة لافرق في ذلك بين مواطن عادي أو زائر أو وزير, ولهذا تجد أن رأس مال هذا البلد في استقراره وإداراته الجيدة لثروته. فإذا كان ثراء الدولة مهما فإن الأكثر أهمية هو كيف يتم انفاق هذه الثروة! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر