سبحان مغير الأحوال.. أهي صدفة أم أحكام القدر التي تجعلنا نقارن مابين 28 نوفمبر 2010 ونظيره 28 نوفمبر بعد ثورة 25 يناير العظيمة، فبداية التوقيت واحد الذي جري فيهما الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب ولكن الصورة جاءت مختلفة بنسبة 180 درجة فلا الضعيف يظل ضعيفا مدي حياته ولا تدوم القوة للأبد ولكن أن تنقلب الصورة فمن كان يدير المشهد وحده الحزب الوطني "الأغلبية" ويكتسح كل المقاعد ولا شئ للإخوان المسلمين "المحظورة" ولا وجود للسلفيين في الصورة نهائيا بل في سجون طره، واليوم الإخوان "الأغلبية" والسلفيون والجماعة الإسلاميَّة يحققون فوزًا كاسحًا فى الانتخابات البرلمانيَّة فى مرحلتها الأولى، وسبحان الله نفس الزنازين يسكنوها اليوم قيادات الحزب الوطني "المنحل" رهن السجن والمحاكمة تلاميذ "المخلوع" رئيسه في محبسه بالمركز الطبي. وإذا قارنا بين تعليقين الأمين العام للحزب المنحل صفوت الشريف المتحدث بكبرياء تعليقا علي فشل الأخوان في الحصول علي مقاعد بأن الاتهام بحصول "الوطني" علي جميع مقاعد البرلمان 2010 بالتزوير بأنه كاذب ومتهما "المحظورة" بعدم القدرة علي إقناع الناخبين وفشلهم، والآن نجد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين يكتسح المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية 2011 ويتحدث كأغلبية علي اتهامات المتنافسين بارتكاب بعض المخالفات منتقدا وسائل الإعلام وطالبها بإعلاء قيمة الوطن بعيدا عن الإساءات أو المزايدات، وأما فلول "الوطني" فبلا مقاعد، وثانيا على غرار غرفة عمليات الوطني "المنحل" واللجنة الالكترونية التى ابتكرها أمين التنظيم الأسبق أحمد عز "المحبوس" شكل حزب الحرية والعدالة غرفة مماثلة للانتخابات وانتشر الآلاف من شبابه أمام اللجان لمساعدة الناخبين، بالإضافة إلى استمرار الدعاية على أبواب اللجان الانتخابية كما كان يفعل أنصار "المنحل" فهل هذا هو صوت الأغلبية "عادة" أم الفوارق كبيرة ونحتاج إلي حكم التجربة، ولكن لا يسعنا سوي قول "وتلك الأيام نداولها بين الناس". وإما الايجابيات فهي عظيمة فأولا هي أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير وإسقاط نظاما فاسدا مزورا، وثانيا هي نقطة فاصلة في المرحلة الانتقالية وتليها انتخابات الشورى ثم الرئاسة وهي خطوات نقطعها علي طريق تسليم السلطة للحكم المدني، ثالثا هرعت الملايين من المصريين لأول مرة ووقفوا طابورا طويلا فلا يهم فمصر تغيرت فلا تزوير للإرادة والاختيار ولا بلطجة وتقفيل لجان ورشاوى من أجل حزب ضال ومرشحين فاسدين وعصابات نهب وزواج باطل بين السلطة والمال من أجل نهب ثروات الوطن والمواطنين، ولكن الآن أحس المواطن بالحرية والمواطنة وأن صوته أمانة لبناء الوطن فخرج جميع فئات الشعب من كان يجلس علي كرسي متحرك ومن حملها ابنها والشيخ الذي أول مرة يدخل لجنة تصويت ومن استحمل عناء الوقوف والسعادة والبسمة علي الوجوه المصرية، بالإضافة إلي أنها أول مرة يصوت المصريين في الخارج كأبناء الوطن مشاركين في استقراره وآمنه وتنميته، وكله في حماية القوات المسلحة التي تعهدت بإجراء انتخابات آمنة مع قوات الداخلية ومع ضمانات الأشراف الكامل للقضاة الذين تعهدوا بنزاهة الانتخابات. نعم أدركت الآن أن الثورة المصرية لها الفضل الأكبر لخروج الملايين للمشاركة في الانتخابات فيجب تقديم الشكر لكل هؤلاء الأبطال الذين قاموا بالثورة والدعاء بالرحمة علي روح شهداءها منذ انطلاقها وحتي شارع محمد محمود وبالشفاء لكل المصابين وتحقيق المطالب المشروعة وأهداف هذه الثورة العظيمة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة كما تعهدت بحمايتها، ومن حكومة تعبر عن أحلام وحقوق الثوار من خلال مجلس أو صندوق لشهداء ومصابي الثورة المهم التنفيذ وليس الوعود الزائفة حتى الآن لأنهم هم من صنعوا التغيير والعرس الديمقراطي الذي نشهده ونسائم الحرية لمصر الجديدة، وبعدا لكل من ركبوا واستفادوا بمكاسب الثورة وهي منهم براء ولمن يحاول الالتفاف وتفريغ الثورة المصرية العظيمة التي أشاد بها ألقاصي والداني والعدو قبل الحبيب سواء من الداخل برموز الفاسد في كل زمان ومكان والأجواز الإعلامي عكاشة "عباسية"، ومرتضي "الجمل" وغيرهم من منتفعين النظام السابق بأنها ليست ثورة وإنما انتفاضة وجعل ميدان العباسية في مقارنة مع ميدان التحرير رمز الحرية والثورة الممتلئ بملايين المصريين في ميادين التحرير بجميع المحافظات وشهد مئات الشهداء وآلاف المصابين من شباب زاي الورد فما الذي قدمه مئات متظاهرا العباسية لمصر من أجل الحرية والعدالة.. رجاء توحيد الصفوف ونبذ الخارجين علي الإجماع الوطني وأن يراعوا مصلحة الوطن وكفي نافقا فنهايته "مارينا طره". المزيد من مقالات محمد مصطفى