يبدو أن شمس الحرية لم تشرق بعد بكامل أشعتها الذهبية علي مصر بعد ظلام دام أكثر من نصف قرن مع الحكم العسكري. الشمس بزغت في سماء مصر, ولكن مازال نورها يجاهد لاختراق ضباب الفساد الأسود الذي يعشش في كل ركن من أركان أرض الكنانة. آن الأوان أن يتحرر المصريون من هؤلاء الذين جثموا علي أنفاسهم منذ عام 25 وحتي الآن. التغيير مازال غائبا في ظل تمسك المجلس العسكري الحاكم بالسلطة, وتمسكه بنفس سياسات الرئيس المخلوع. والحرية لم تتحقق, حيث يقتل المصريون برصاص الأمن لأنهم حاولوا التعبير عن آرائهم. أما العدالة الاجتماعية, فمازالت حلما نطمح إليه. إن الشارع علي اختلاف عناصره وصل إلي استنتاج مفاده أن المجلس العسكري لم يفعل كل ما في وسعه لنقل السلطة إلي المدنيين. الثوار يطالبون بحكومة إنقاذ وطني نابعة من ميدان التحرير, والثوار يطالبون بمحاكمة المسئولين عن استخدام القوة ضد المتظاهرين, والثوار يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ, وإطلاق سراح جميع المعتقلين وسجناء الرأي, ويطالبون أيضا بعدم محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وإلغاء الأحكام العسكرية التي صدرت ضد مدنيين, وتطهير مؤسسات الدولة من فلول الحزب الوطني المنحل. وهذه المماطلة, وذلك التسويف والتراخي في تحقيق كل ذلك أشعر الجماهير المصرية باليأس والقلق وخرجوا في مليونيات واعتصامات خلال الفترة الماضية. ورغم كل المشاكل التي تسببت فيها وزارة عصام شرف التي طالبت الجماهير بإسقاطها مازالت قائمة لتصريف الأعمال!. لقد ثبت أنه لا جدوي من حكومة بلا صلاحيات تمكنها من تحقيق أهداف الثورة وحماية مصالح البلاد, وتسليم إدارتها إلي سلطة مدنية منتخبة في أسرع وقت. إن الثورة التي انطلقت من ميدان التحرير سوف تمضي في طريقها لأنها الأمل في المستقبل, ولن تعوقها المظاهرات المصطنعة. ومهما تكن صعوبة الميلاد, وتعثر الطريق, واختلاف الآراء والاتجاهات فإن الثورة سوف تنتصر في النهاية. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد