اجبر المتظاهرون بميدان التحرير الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة, علي الفرار من الميدان وقطع زيارته التفقدية لخدمات الاسعاف لينجو بحياته من الأعداد الغفيرة التي أحاطت به, وقالوا إنه بيطاطي للمشير.. مثل باقي أعضاء حكومة عصام شرف, مؤكدين اعتراضهم علي ما تفعله الشرطة واستخدامها المفرط للقوة لتفريق المتظاهرين. وكان وزير الصحة قد زار صباح أمس ميدان سيمون بوليفار حيث توجد المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف ليتفقد سير العمل وبعد أن عقد مؤتمرا صحفيا به, هاجمه عدد من المتظاهرين وكانوا علي وشك ضربه بعد أن تساءل لماذا يذهب المتظاهرون إلي شارع محمد محمود فثاروا عليه إلا أن الأمن المرافق له ادخلوه بسرعة إلي سيارته وغادروا المكان وسط ابتسامات الوزير. قبل هذه الأحداث كان الوزير قد صرح بأنه تم تشكيل لجنة ثلاثية من المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة ومصلحة الكيمياء لتحليل العينات التي تم الحصول عليها من عبوات الغاز المسيلة للدموع لتحديد نوعها ودرجة سميتها وإعلان النتائج بمجرد الانتهاء منها, مشيرا إلي أن الاعراض التي ظهرت علي المصابين في الميدان لا تختلف طبيا عن تلك المسجلة خلال أحداث ثورة52 يناير, مؤكدا أنه شاهد بنفسه عبوات الغازات المسيلة للدموع وتأكد أنها ليست منتهية الصلاحية, وأنها أمريكية الصنع, لافتا إلي أنه في حالة انتهاء صلاحية العبوة فهذا يعني أن المادة الفاعلة بداخلها قد انتهت وبالتالي فإن تأثيرها يكون أقل ضررا. كما نفي وزير الصحة بشكل قاطع أن يكون هناك أي دليل علمي أو أعراض طبية تشير إلي استخدام غاز الاعصاب. وردا علي سؤال عن مدي علمه باستخدام طلقات نارية حية ومطاطية وغيرها بالميدان؟.. أجاب: نعم أعرف أن هناك استخداما لطلقات نارية حي وخرطوش ورصاص مطاطي, مشيرا إلي أن النيابة تقوم بالتحقيق في ذلك لمعرفة ما إذا كانت هذه الطلقات ميري أم غيرها وتصنيعها محلي أو أجنبي, وبالنسبة للصحة فقد أعلنت عن حالات وفاة بالرصاص الحي, وتم ابلاغ وزير العدل لارسال طبيب شرعي للمستشفي لتشريحه واثبات الحالة ووجد أنها ليست طلقة ولكن بليه محليا. وشهيدا الإسكندرية في أول يوم وجد أن هناك ثقبا في الجمجمة وبالاشعة وجدنا جسما غريبا وليس طلقة.. وحالة أخري وجدنا رصاصة في الساعد ولكنها مكسورة بداخله كما وجدنا رصاصا سليما وطلقات نارية.