مأساة حقيقية بل كارثة بالفعل تحاصر الطب الشرعي بأسيوط خصوصا بعدما تحطمت سيارة الطب الشرعي الميداني والتي كان يعتمد عليها الأطباء الشرعيون في تنقلاتهم لمناظرة الجثث في الحوادث المختلفة مما جعلهم يلجأون إلي مديرية الامن والاهالي في توفير سيارات تنقلاتهم, في الوقت الذي هم مطالبون فيه بسرعة إعداد تقاريرهم خصوصا في القضايا الحيوية والحساسة, وكذلك الطب الشرعي الكيماوي المهدد بسقوط المبني الذي يستأجره فيه في أي لحظة وهو ما يهدد بكارثة كبيرة خصوصا أنه المعمل الوحيد الذي يخدم محافظات المنيا, أسيوطسوهاج, قنا, الاقصر, أسوان, الوادي الجديد البحر الأحمر أما الطب الشرعي المختص بالتزييف والتزوير فرغم أنه يحوي المعمل الخاص بجميع المخدرات التي يتم تجميعها فهو يفتقد لأدني وسائل الأمان ومهدد بالاقتحام في أي لحظة. في مقر الطب الشرعي الميداني والذي يستأجر عدة شقق في دور أرضي في إحدي مناطق حي السادات بأسيوط تحيط به القمامة وتبدو علي المبني من الخارج أن الزمان أكل عليه وشرب وفور دخولنا المكان وتقابلنا بالاطباء الشرعيين. بداية لابد أن نعرف أن منطقة الطب الشرعي بأسيوط هي ثالث منطقة تم إنشاؤها في مصر بعد القاهرة والمنصورة وكان ذلك في سنة1928 بهدف تغطية جميع محافظات الصعيد والآن هناك ثلاثة أفرع للطب بأسيوط الأول الطب الشرعي الميداني وهو الذي يختص بمناظرة الجثث وتشريحها ومدي جواز أو عدم جواز وقوع الواقعة وفقا لمذكرة النيابة العامة وهناك لبس لدي الكثير حول هذه النقطة فالطب الشرعي لا يملك إثبات واقعة أو نفيها وإنما هو يؤكد أو ينفي تصور النيابة للواقعة ومن ثم فهو يمثل العمود الفقري للقضايا إما أن يبنيها أو أن يهدمها ومن ثم تواجهنا عدة معوقات منها أن المنطقة تشمل أسيوطوالوادي الجديد وتعتمد في تنقل الاطباء الشرعيين علي سيارة واحدة رغم إمكانية حدوث عدة جرائم في وقت واحد وأماكن متفرقة وقد زاد من الطين بلة أن هذه السيارة تعرضت لحادث تصادم وتحطم في إحدي المأموريات وقد بح صوتنا وخاطبنا كل الجهات المعنية لتوفير بديل ولكن لا مجيب, ويواصل الاطباء الشرعيون سرد مأساتهم قائلين هذا بالاضافة لمالك المكان الذي نحن فيه ورغم أنه مكان يفتقد لكل الصور الآدمية فإننا سلمنا أمرنا لله لنفاجأ الان بعد انتهاء العقد مع مالك المكان بأننا بتنا مهددين بالطرد في أي وقت في حين أن هناك أماكن كثيرة شاغرة في مجمع المحاكم الجديد هذا ناهيك عن أن مجلس الدولة استغل سلطاته وقام بالسطو علي مبني كامل في المجمع عبارة عن11 دورا في حين أن مجلس الدولة لا يحتاج أكثر من4 أدوار هذا يتطلب تعاون قيادات العدل ومجلس الدولة لحل ذلك الأمر هذا بخلاف أننا نعمل بأجهزة بدائية لا تتناسب مع حجم الجريمة وتطورها الآن فجهاز الاشعة الموجود يعمل منذ أكثر من15 سنة ولم يتغير ولا تتم له عمليات الصيانة المطلوبة كما أن تحليل العينات يتم في المعمل الرئيسي في القاهرة من خلال سيارة الترحيلات غير المجهزة والتي تأتي مرة في الشهروهذا يعرض العينات للتلف والفساد وهو يمثل كارثة كبيرة ناهيك عن أن الطبيب الشرعي هو الوحيد الذي لا يلقي كلمة شكر وغالبا ما يواجه بالتهكم والهجوم وفجر الاطباء الميدانيون مفاجأة من العيار الثقيل قائلين إن الطب الشرعي أصبح الان مجرد ترانزيت فبعد الحصول علي الماجستير يسعي الطبيب للحصول علي فرصة عمل وهو بالفعل مطلوب جدا في كل دول الخليج وهناك فرق شاسع في طبيعة العمل بين مصر ودول الخليج التي توفر للطبيب الشرعي كل الوسائل بما فيها المشرحة الموجودة بمبني الطب الشرعي والتي تجعل الطبيب الشرعي لا يتحرك من مكانه ويعمل في أمان تام بخلاف المشارح في مصر والتي غالبا توجد في أسوأ مكان في المستشفي وتفتقد لكل وسائل الأمان وفجروا مفاجأة أخري بأن70% من قوة الطب الشرعي تعمل الآن في دول الخليج ولو استمر الحال هكذا فقد نفاجأ بيوم يتوقف فيه الطب الشرعي في مصر. أما في مقر الطب الشرعي الكيماوي, والتزييف والتزوير حيث يستأجر طابقا في مبني متهالك تماما في الوقت الذي يحوي المعمل الكيماوي الوحيد الموجود علي مستوي الصعيد والذي يخدم8 محافظات هي المنيا, أسيوط, سوهاج, قنا, الاقصر, أسوان, الوادي الجديد, البحر الأحمر حيث تصب فيه كل العينات لفحصها خصوصا مع زيادة معدل الجريمة في الآونة الأخيرة وقد توقف أكثر من مرة مما يهدد بحدوث كارثة وبمجرد دخولنا المكان وجدناه غير آدمي وكانت المفاجأة أن هناك تقريرا من مديرية الاسكان موجها لمدير الإدارة العامة للمعامل الكيميائية بأسيوط التابعة للطب الشرعي يفيد بأن المبني آيل للسقوط ويجب اخلاؤه وكشف التقرير الذي يحمل عن كارثة محتملة لانهيار المبني الذي يحمل المعامل الكيميائية الخاصة بالطب الشرعي للصعيد. وأوصي التقرير بضرورة اخلاء المكان أي متقولات لحين عرض الموضوع علي المكاتب الاستشارية الهندسة جامعة أسيوط. وبين الأطباء الموجودون أنهم عندما لحوا في مخاطبة المسئولين في وزارة العدل قامت بدورها بالطلب من وزارة الصحة توفير مكان مؤقت رغم وجود أماكن بمجمع المحاكم الجديد النداء بتوفير مكان أقل ما يقال عنه أنه عشوائي وليس به أي وسائل أمان وموجود بقرية منقباد وعندما تم الذهاب لمعاينته وجدناه أشبه ما يكون بالزريبة وليس به أي وسائل أمان فكيف سيتم تجميع عينات به خصوصا أن المعمل يقوم بتحليل وفحص كل أنواع السموم الموجودة في جسم الانسان وكذلك المخدرات بأنواعها علاوة علي أنه متهالك هو الآخر. وأضاف الاطباء الكيماويون ونظرا لأنه لم يتم حتي الآن توفير مكان واحد لكل أقسام الطب الشرعي فقد تعذر عمل شبكة الاتصال المغلقة التي يجب إنشاؤها في أقرب فرصة لتسهيل تداول التقارير بين أقسام الطب الشرعي خصوصا أن أجهزة الكمبيوتر موجودة منذ سنة ونصف وهو ما يعرضها للتلف ويعد إهدارا للمال العام.