لم أشهد الرئيس الأمريكي أوباما منتشيا وفي قمة البهجة كما كان عند وصوله إلي مطار بن جوريون في إسرائيل وقد صافح أكثر من مائة مستقبل تحدث إليهم واحدا واحدا بحميمية شديدة وبعد ذلك أعلن( ان أمن أمريكا القومي يعني الوقوف مع إسرائيل فذلك يجعل كل منا أقوي وتحالفنا أبدي). والمفهوم أن وقوف أمريكا مع إسرائيل يجعل الأخيرة أقوي بلا شك, ولكنها أول مرة يقول فيها مسئول أمريكي ان وقوف إسرائيل مع أمريكا يقوي أمريكا. حتي وإن كان ذلك بعض مايؤمن به الرؤساء السابقون إلا أنهم كانوا يضعون بعض الإعتبار للعرب ولا يبوحون به علنا حتي لا يجرحوا مشاعر300 مليون عربي.! أوباما أول رئيس أمريكي أسود والذي يمثل ثمار كفاح تحرير بلاده من العنصرية شتان بين زيارته الأولي للمنطقة في يونيو2009 منذ أربع سنوات, وزيارته الثانية الأخيرة التي توجه فيها إلي إسرائيل ولم يدخل القاهرة. قبل أربع سنوات أعلن أنه جاء للبحث عن بداية جديدة مع العالم الإسلامي ومنح الفلسطينيين بعض الدعم للحصول علي حقهم في دولتهم. هذه الزيارة الأخيرة جاء ليدعم إسرائيل ويؤكد أن التزام أمريكا بأمنها ثابت, والتحالف بين الدولتين أبدي, أما الفلسطينيون فكان حديثه معهم عن أنهم فعلا يستحقون دولة, وعيب بناء إسرائيل للمستوطنات ولكن علي الفلسطينيين أن يدبروا حالهم من خلال مفاوضات مباشرة لا تضغط فيها أمريكا علي إسرائيل! وأوباما مثل كل رئيس أمريكي سابق لم يغير رأيه في إسرائيل ولكن الذي تغير هم العرب وعلي رأسهم مصر التي لم يعد يخشاها منها فالإخوان الذين صرح مرشدهم السابق عام2009 بأنهم علي استعداد لإرسال عشرة آلاف متطوع إلي فلسطين, قاموا منذ شهور بتليين موقف حماس ونال الرئيس مرسي رضا الصحافة الأمريكية, وفي زيارته لمصر قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في معرض حديث ان بلاده لم يعد هناك ماتخشاه, فالأوضاع والظروف الدولية تغيرت وقدرات مصر مكشوفة لا تخفي مجهولا غير معروف. فما الذي يمنع أوباما من أن يعلن علنا ماقاله في إسرائيل [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر