عندما طرحت سؤالا على مدير احدى المدارس .. لماذا لاتزرعون افنية المدارس باشجار مثمرة بدلا من اشجار الظل والزينة فقط طالما انها تستهلك نفس القدر من الجهد والمياه .. وبالتالى يستطيع التلاميذ ان يستفيدوا بثمارها اذا كنا لانستطيع ان نوفر لهم وجبات مدرسية صحية ..؟ وعلى الفور بادرنى الرجل : لو فعلنا ذلك نكون كمن يضع السكين على رقبته او من يطوى حبل المشنقة على عنقه . ورغم دهشتى وفزعى الا اننى سألته لماذا ..؟ قال : الجهاز المركزى.. سوف يخضعنا لحساب الملكين .. لان اى شجرة تعطى ثمارا يجب احصاء عدد ثمارها واخطار الاجهزة الرقابية بها والا سنكون مبددين للعهدة التى يجب تشكيل لجنة قانونية لبيعها فى مزاد علنى واخطار الجهاز بقيمتها واعلام الضرائب بحجم الصفقة .. هذا بخلاف الاوراق والخطابات والمكاتبات التى يجب ارسالها لكل الجهات المعنية وغير المعنية ..! وبالطبع اذا تجراء تلميذ والتقط ثمرة سوف تكون كارثة لان الجهات الرقابية تعد علينا ثمار كل شجرة فمن يتحمل مسئولية هذه الثمار التى يلتقطها التلاميذ ..؟ ونخشى ان غابت ثمرة يتم تحويلنا جميعا للتحقيق وبدلا من التفرغ للعملية التعليمية نتفرغ للقضية التى سوف تلبسنا بالقانون ..! وروى لى صديق يعمل بجهاز احدى المدن الجديدة كيف انهم حاولوا تطبيق هذه التجربة داخل المدينة فكانت سببا فى سجن موظف 5 سنوات لانهم زرعوا 200 فدان وعينوا موظفا لرعايتها والاهتمام بها وما ان بدات الاشجار تعطى ثمارها حتى ظن المارة من البسطاء والصبية وعابرى السبيل انها متاحة للجميع .. وهكذا حتى وقعت الكارثة عندما حصرت الاجهزة الرقابية الاشجار ولم تجد الثمار وتم التحقيق مع الرجل واحالته النيابة العامة للقضاء بتهمة تبديد واختلاس المال العام وظلت القضية تتداول فى المحكمة حتى صدر الحكم عليه بالسجن 5 سنوات . وامام ذلك قام موظفى الجهاز بقطع المياه عن الاشجار واهملوا رعايتها وتركوها تجف وتموت . ايضا ذكر لى صديقى ان احد الاثرياء العرب تبرع بغرس 300 شتلة مانجوا فى ساحة حديقة احد المساجد بالمدينة وما ان علمت الاوقاف بالامر حتى سارعت بحصرهم وضمهم اليها فغضب الرجل فور علمه بهذا الامر وقرر ان يستعيد الشتلات ويتبرع بها لدار ايتام. وامام هذه التناقضات يحار المرؤء .. ويتسال لماذا لاتكون هذه الاشجارة مثمرة بدلا من كونها اشجارا لافائدة منها..ولماذا تصر الاجهزة الرقابية على التضييق على من يبادرون بهذه التجربة الناجحة لتعميمها ..؟؟ فى شوارع الدول الاجنبية الاشجار المثمرة من شتى الانواع والاصناف والجميع اعتادوا عليها ومن يريد ان يتناول منها لايستاذن احدا فهى متاحة للجميع بلا مقابل . فلماذا لانطبق هذه التجربة فى بلادنا فنزرع الشوارع والطرقات وافنية المدارس والجامعات والمصالح الحكومية بالاشجار المثمرة وندعو اصحاب المنازل لزرع شجرة مثمرة امام كل منزل بجميع ارجاء الجمهورية وبهذا نستطيع ان نحقق اكتفاء ذاتيا للمواطنين وخاصة الفقراء الذى يشتهون اصنافا من الفاكهة ولا يقدرون على شرائها بل يستطيع الفقير الذى يبحث عن طعام بين صناديق القمامة ان يجد فى هذه الاشجار طعاما امنا ومجانيا فى اى شارع يسير فيه او طريق يمضى اليه دون اللجوء لصناديق القمامة . ولماذا لانبداء من الآن تطبيق هذه التجربة فى المدن الجديدة .. فهذه المدن لاتالوا جهدا فى نشر الخضرة بالشوارع وتهتم بالاشجار وترعاها وتهتم بتهذيبها ولكن للاسف الاشجار التى تزرعها وتنفق عليها المبالغ الكبيرة لافائدة منها .. فلماذا لاتنشر هذه المدن الخضرة ويستفيد منها الانسان سواء كان عابر سبيل او مقيم بالمدينة او حتى عامل من عمال النظافة البسطاء يستطيع ان يقطف من ثمار تلك الاشجار ما يشاء ؟؟ يا سادة انه عمل خيرى للشعب كله وبلا مقابل يجب ان يكون بعيدا عن الاجهزة الرقابية وما دام يتم زراعة اشجار فمن الاولى ان تكون مثمرة و يتركونها للناس يستفيدون منها وبها . لمزيد من مقالات عبده الدقيشى