لوحة فنية من روائع الفنان المبدع محمد عبدالرحمن وهو من جيل الرواد حيث كان يعمل بهيئة المساحة المصرية وأستاذا بمدرسة تحسين الخطوط الملكية وله مشاركات في الخط الرقعة. علي يديه ولدت هذه التحفة الفنية الرائعة فعاشت( 75 عاما), حتي الآن وستبقي خالدة شأن كل الكلمات الشريفة. كتبها الفنان بالخط الثلث الجلي في شكل دائري لم أجد تعبيرا أدق من تصميم هذه اللوحة فقد بدأ الخطاط الكبير محمد عبدالرحمن لوحته بالتاج واضعا إياه فوق رأس كلمة الأمهات وكل الأمهات.. لا يهمني مضمون التاج( فاروق الأول) الذي كتبت في بداية عهده اللوحة(1356 - 1938) لكن كلمة الجنة أسفل التكوين لتصبح بحق تحت أقدام الأمهات أستخدم رسم حرف الجيم المجموعة والحاء المجموعة في كلمتي الجنة وتحت, كما استخدم حرف التاء المفتوحة الممتدة وحرف القاف الممتدة في شكل متواز مما ساعد علي التماسك والترابط بين الكلمات والحروف داخل اللوحة.. نلاحظ أنه لم يكثر من التشكيل رغم أن هذا النوع من الخط العربي يتميز بالتشكيل لملء الفراغات لذا نجد الفنان محافظا علي النسب بمقادير معينة. ثم كتب الحديث النبوي الشريف أسفل التكوين بالخط النسخ القرآني.. وهذا التصميم بشقيه نقدمه هدية لكل أم في عيدها والتي كرمها الإسلام وجعلها أصل كرامة الإنسانية قبل أكثر من 1400 عام. والخطاط الكبير' المطيع الخاضع' الذي أجاد التعبير عن نفسه وإيمانه العميق.. جعلنا نقول: حقا.. يموت صاحب الخط ويبقي ما كتبت يداه.