علي هامش فعاليات مهرجان مصر للعلوم المنعقد بالقرية الذكية, والذي ينظم للعام الثاني علي التوالي جامعا كل خبراء العلم والمجتمع وسوق العمل. نجح فريق بحثي من جامعة عين شمس بابتكار أول سيارة سباق مصرية تحمل المواصفات القياسية العالمية وتتجاوز سرعتها ال200 كم في الساعة. هذا الابتكار الهندسي والميكانيكي استحوذ علي لقب' الأفضل' بين15 مشروعا علي مستوي الجامعات المصرية, ليس فقط من قبل المتخصصين ولكن ايضا بين جمهور مسابقة معرض العلوم التي تشترط في تقييم الابتكارات مراعاة مدي احتياج سوق العمل لها وكذلك تأثيرها المباشر في حل المشكلات والأزمات التي تواجه المجتمع المصري. وذلك من خلال لجنة تقييم تضم متخصصين في كل المجالات للحكم علي الأسس العلمية لهذه الاختراعات, ومتخصصين في علوم الإدارة لبحث إمكانية التطبيق. ويقول أعضاء الفريق كريم عبد الحميد ومحمد علوي وأحمد سامي من كلية هندسة جامعة عين شمس إنهم يأملون أن يدعموا صناعة السيارات في مصر عبر أبحاثهم. ولقد سبق لنفس الفريق الاشتراك في مسابقة دولية يتسابق فيها كل طلاب الهندسة من مختلف أنحاء العالم لتصميم وبناء سيارة السباق ذات المقعد الواحد ويتم تقييمها في حلبات السباق الشهيرة في بريطانيا. وفي العام الماضي أحرز الفريق المركز الحادي عشر علي مستوي العالم في تصميم أفضل سيارة فورميولا متفوقا علي فرق لثلاث جامعات بريطانية. ويستعد الفريق لنفس المسابقة العالمية بعد حوالي أربعة شهور بتصميم جديد وأكثر تطورا للسيارة. ويضم فريق سباق عين شمس86 شخصا مابين طلاب وخريجين دكاترة ومعيدين مشرفين, يشكلون أكثر من فريق داخله بجانب' طلاب الفورميولا' و'الماراثون الاقتصادي' و'المركبات المائية المتحكم فيها عن بعد' والذين يعملون علي تصنيع أول غواصة مصرية تستخدم لأغراض البحث والبيئة والإنقاذ وهم الآن علي أعتاب التصفيات النهائيه للمسابقة الرسمية المنتظر اقامتها بالولايات المتحدة خلال شهر يونيو المقبل. من ناحية أخري جاء في المركز الثاني ابتكار عصاه المكفوفين المبتكرة, فيستطيع الكفيف بها التعرف علي من حوله وان يتفادي المعوقات وذلك بإعطاء الأوامر الصوتية لها عن طريق الميكروفون ومن ثم يتلقي الرد عن طريق سماعة الأذن, كما تحتوي العصا علي خاصية تمكنه من تحديد المكان الذي يريد الذهاب إليه. وفاز بالمركز الثالث جهاز يمكنه التحكم في جميع أجهزة المنزل من داخل المنزل أو خارجه باستخدام الانترنت وخاصية الواي فاي في الموبايل اواللاب توب أو التابلت. ويستطيع المعاقين استخدامه نظرا لاعتماد تشغيله علي بصمة الصوت حيث يستطيع تسجيل32 نبرة صوت مختلفة. كما يعمل علي منع الحوادث وتسريبات الغاز أو الحريق باستخدام حساسات للحرارة. وجاء المركزين الرابع والخامس لمشروعات تهدف لتحويل الطاقات المختلفة سواء كانت الشمسية أو طاقة الرياح أو الحركة إلي مصادر مبتكرة للكهرباء. مهرجان العلوم وتقول الاء شمس مسئولة التواصل والعلاقات العامة بفريق نبض المنظم لمهرجان العلوم,. ان الهدف من المهرجان هو إنشاء سلسلة تربط بين المجتمع بالبحث العلمي ممثلا في الشباب المبدعين وأصحاب الابتكارات لكي يخرجوا أفكارهم للنور عن طريق خلق شراكة مع العديد من المنظمات كالجامعات ومركز البحوث ومنظمات المجتمع المدني, علاوة علي توفير برامج تدريبية للشباب الباحثين. ويتضمن المهرجان عددا من الأنشطة المختلفة ما بين تقديم المشروعات المبدعة والاختراعات وعقد ندوات وورش عمل وعرض نماذج مصرية ناجحة. كل ذلك بجانب معرض العلوم الذي يقام بالتوازي مع أحداث المهرجان ويقدم حوالي30 مشروعا لمخترعين منها مركبا كيميائيا بديلا للخرسانة المسلحة من جريد النخيل كمادة تصب بدلا من قضبان الصلب وذلك بعد المعالجة الكيميائية للجريد لتجنب امتصاص المياه والحفاظ علي خصائصه, وهو ما يوفر من ثلث تكاليف إنشاء المباني, كما أنه صديق للبيئة. كما قدم عدد من المبتكرين نوع من الخميرة تستخدم كبديل للأسمدة الزراعية, وروبوت لمكافحة الألغام مثبت به كاميرا ومجموعة من الأجهزة الحساسة لقياس درجة تلوث الجو والإشعاع إضافة إلي ذراع حساسة تستطيع تحديد حجم اللغم ومكانه فوق أو تحت الأرض. وتضيف آلاء إن فكرة هذا المهرجان مستوحاة من مهرجانات مشابهه تقام في فرنسا وكندا كمحاولة لدفع شباب الباحثين لحل مشاكل أوطانهم. وفي نفس الوقت تعرض هذه الأفكار علي المستثمرين ورجال الأعمال والعلماء من أجل تقييمها ومنحها التمويل اللازم لتحقيقها. وهو نفس المفهوم الذي نسعي لتحقيقه لحل العديد من المشكلات في مصر.