الفراشيح, العرائس, الزمارة, السبابة, المقرون, اللصف, القيصوم, الطرفاء.. مفردات سيناوية لا يعرف الكثير من المصريين عنها شيئا, ولا يتناولها الإعلام. رغم أنها تعبر عن تراث ثقافي وحضاري عريق, كان له دور بارز في جذب آلاف السائحين للاستمتاع به, وأحدث تنوعا ملحوظا في المنتج السياحي, خاصة بعد قيام بعض شركات السياحة بوضعه علي قوائم برامجهم ورغم ذلك فإن الجزء الأعظم من التراث السيناوي مازال في طي النسيان. في البداية أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء التابع لوزارة الآثار أن المجتمع البدوي له قوانين وعادات وتقاليد وصناعات أصيلة يحرص زوار سيناء علي معايشتها علي الطبيعة ولديهم من الأطعمة ما أسهم في جذب السائحين ومنها طعام الفراشيح وهو البديل للخبز لدي البدو. وأضاف أن حياة أهل سيناء ارتبطت بالبيئة التي يعيشون فيها, فصنعوا الخيمة البدوية أو ما يطلق عليها بيت الشعر حيث تحيكها النساء من وبر الإبل وصوف الغنم ويثبتونها بالأوتاد والحبال ويقيمون فيها في الشتاء والربيع اتقاء المطر والبرد وفي الصيف يبنون لأنفسهم أكواخا من القش وأغصان الشجر لتقيهم الحر والرياح ويطلق عليها عرائس وترتدي المرأة البدوية رداء مصبوغا من جذور النبات ويتحزمن بحزام من شعر عادة ما يكون لونه أسود أو أبيض يحكنه بأنفسهن ويتبرقعن ببرقع مكون من نسيج قطني أسود مطرز بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطي الرأس والأذنين ومن آلات الطرب بسيناء الربابة والشبابة المعروفة في مصر بالصفارة والمقرون( الزمارة) والشعر السينائي منه القصيد الذي ينشد علي الربابة والموال وحداء الإبل ورقصاتهم هي الدحية, وأشار ريحان إلي أن القضاء العرفي بسيناء جزء من ذاكرة مصر ويتكفل به رجال يحكمون بالعرف والعادة ومنهم المنشد الذي يحكم في المسائل الشخصية الخطيرة كمس الشرف والإهانة الشخصية والقصاص وهو قاضي العقوبات والعقبي وهو قاضي الأحوال الشخصية والزيادي وهو قاضي الإبل في أمور سرقتها وكل ما يتعلق بها والمبشع وهو قاضي الجرائم المجهولة التي لا شهود لها وذلك باختبار المتهم بالنار أو الرؤيا واختبار بتسخين طاسة نحاسية شديدة الحرارة ويطلب من المتهم أن يلعقها3 مرات بلسانه فإذا أثرت النار في لسانه يعني إدانته ويقال في ذلك إنه إن كان مجرما جف ريقه فتؤثر النار علي لسانه وأما الرؤيا فهي أن المبشع يفكر في المتهم ثم ينام فيظهر له الجاني في الحلم وعندما يصحو يحكم عليه. واستكمالا لمنظومة التفاعل بين أهل سيناء والبيئة المحيطة بهم فقد استغل أهل سيناء نباتاتها المتعددة في العلاج ومنها اللصف الذي ينبت في شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلي أوراقه وتبخير المصاب بها والقيصوم وتغسل بمائه العين الرمداء والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص ومن نباتات سيناء الطرفاء التي تعرف بشجرة المن وكانت طعام بني إسرائيل في سيناء ولعنادهم وجحودهم رفضوا هذا الطعام وطلبوا من نبي الله موسي طعاما أفضل ويخرج من ثقوب شجر الطرفاء من حلو المذاق يبيعه أهل سيناء للسياح والشيح يبخرون به منازلهم لطرد الثعابين. كما أن هناك صناعات بدوية عديدة بعضها موجود حتي الآن ويتم تصنيعه وبعضها في طريقه للاندثار منها غزل الصوف والحياكة والصباغة.