الصين أصبحت تمثل أكبر تهديد علي أمن وسلامة قطاع تكنولوجيا المعلومات علي الشبكة العنكبوتية هكذا يزعم الرئيس التنفيذي لشركة جوجل إريك شميدت في كتابة الذي يحمل عنوان' العصر الرقمي الجديد' والذي يتهم الصين بأنها أكثر بلد يقوم بعمليات القرصنة المتطورة والموجهه والتي يكون الهدف منها بالأساس تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. يخوض العالم منذ سنوات حروبه الرقمية علي قاعدة من يمتلك المعلومات يمتلك القوة والقرار. فالحروب ال'فيروسية' خرجت من دائرة الخيال العلمي والحروب التقليدية وحولت أجهزة الحواسيب إلي جواسيس أشد فتكا وأكثر أمنا وأقل خسائر في الأرواح. ولطالما كانت الصين ولاتزال محل اتهامات بشأن قضايا التجسس الإليكتروني حيث أنها تقوم بعمليات' قرصنة معلوماتية' متطورة وكثيفة لشركات أجنبية, وتتهم العديد من الحكومات والشركات الأجنبية والمنظمات في بكين بتنفيذ عمليات تجسس إليكترونية واسعة المجال منذ سنوات من شأنها أن تخترق وتهدد كبري الدول الاقتصادية في العالم.وبما أن الإنترنت هو القوة العصرية الوحيدة التي تلعب الدور المحوري في السياسة والتجارة وكل مجالات الحياه, فالقرصنة الإليكترونية هي السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف الموجهه. فقد أكدت صحيفة' وول ستريت جورنال' الأسبوع الماضي أن نظم الكمبيوتر لديها تعرضت لقرصنة إليكترونية من قبل متخصصين في الصين بهدف مراقبة تغطياتها الصحفية عن الصين. ويعد هذا ثاني هجوم إليكتروني يتعرض له منبر إخباري أمريكي بارز خلال أيام علي يد قراصنة صينيين, حيث ذكرت صحيفة' نيويورك تايمز' في وقت سابق أن قراصنة إليكترونيين من الصين اخترقوا نظمها خلال الأشهر الأربعة الماضية وها هي شركة' مايكروسوفت' كبري شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة تعلن عن تعرضها لاختراق عبر هجمات إليكترونية متطورة أكدت السلطات الأمنية أن مصدرها الصين. ويعتقد أن الإصابات كانت بسبب عملية اختراق تم فيها اختراق أحد مواقع مطوري نظام تشغيل آي أوه إس الشهيرة حيث تم تفخيخ صفحاته بسلسلة من البرمجيات الضارة التي سهلت تثبيت الفيروس علي أجهزة زواره. وعن طريق استهداف موقع مخصص للمطورين, تمكن المهاجمون من جذب أهداف عالية القيمة مثل موظفي كبري الشركات العملاقة' أبل' و'تويتر' و'مايكروسوفت'. وقالت' مايكروسوفت' إن الأنظمة المصابة بالفيروس تنتمي لأعضاء في وحدتها الخاصة بأعمال منصة ماكنتوش. لكن هذا النوع من الهجمات ليس مفاجئا لمايكروسوفت والشركات الأخري. ويأتي كشف مايكروسوفت, بعد أيام من إعلان وقوع' أبل' وتويتر وفيسبوك ضحايا لمثل تلك النوعية من الهجمات. وفي ظل التقارب الاقتصادي الكبير الحاصل بين الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية, فإن' القرصنة المعلوماتية' التي تمارسها الصين- حيث أن القرصنة عامل مهم ومؤثر في قطاع الأعمال- أصبحت تمثل مصدر قلق وإزعاج للكثير من الشركات الأمريكية. وجاء في الكتاب الذي نشرت صحيفة وول ستريت جورنال عرضا تمهيديا له قبل صدوره في إبريل المقبل أن التباين بين الشركات الأمريكية والصينية وأساليب كل منهما يضر الحكومة والشركات الأمريكية بصورة واضحة. وأرجع إريك شميدت السبب في ذلك إلي أن واشنطن لن تتبني نفس النهج في التجسس الإليكتروني علي الشركات بسبب القوانين الأمريكية الأكثر صرامة, ولأن هذه الممارسات غير المشروعة تمثل تجاوزا لقواعد' اللعب النظيف' كما يراها الأمريكيون.ففي ظل غياب القوانين الصارمة في بكين إضافة إلي ضعف الرقابة الحكومية تكون فرصة ممارسات القرصنة أكبر لدي الصين وهو ما يهدد المصالح الأمريكية. فقد أصبح الأمن الإلكتروني هدفا تسعي إليه الدول عبر تأسيس برامج متطورة لرد التهديدات وتحصين الشبكات, وتشير الإحصاءات إلي أن قيمة سوق الأسلحة الإليكترونية والأمنية سيصل إلي100ار دولار, في حين ستنفق الولاياتالمتحدة وحدها أكثر من10.4 مليار دولار علي الأمن لإليكتروني بحلول العام2015اعف من عدد خبراء الحرب الإليكترونية لديها البالغ عددهم14ألف خبير.