منذ أن استحدثت المفوضية الأوروبية العلامات البيئية للمنشآت الفندقية عام2003 أصبحت تلك العلامات من أبرز عوامل التفوق وإبراز شهرة عالمية مضافة للمنشآت الحاصلة عليها بل أصبحت من أهم مقومات المفاضلة للإقامة بين السائحين في أوروبا أن تكون بفنادق المناطق السياحية المتوافقة بيئيا, ولم يتوقف حرص تلك المنشآت علي ذلك بل امتد إلي تكثيف الاهتمام ببناء قدرات كوادرها بما يؤهلها لاستكمال المنظومة الكاملة للحصول علي العلامات البيئية للمنشآت الفندقية ومن هنا كان التوجه العالمي أن يتم بناء الفنادق الجديدة أو توفيق أوضاع الفنادق القائمة بمعايير تحقق هذا الهدف مع بناء قدرات تلك الكوادر لذا كان حرص مصر علي مواكبة التطور العالمي لتصبح فنادقها ومنتجعاتها السياحية في مصاف هذه المنشآت, ولعل ورشتي العمل اللتان تم عقدهما في25 و27 من فبراير الماضي بمحافظتي مرسي مطروح والاسكندرية بمشاركة6 دول من حوض البحر المتوسط وبدعم من الاتحاد الأوروبي وتضافر جهود وزارتي السياحة والبيئة ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا سيداري وغرفة المنشآت السياحية ومحافظتي الإسكندرية ومطروح بداية مبشرة ونقطة انطلاق نحو حصول جميع الفنادق المصرية علي تلك العلامات. وعن أهداف ورشتي العمل يقول الدكتور حسام علام المدير الإقليمي لبرنامج القطاعات الاستراتيجية بسيداري: أنشأت المفوضية الأوروبية العلامة البيئية لخدمات المنشآت السياحية عام2003 ويعني منح تلك العلامة أن المنشأة السياحية الممنوحة لها قد نجحت في تطبيق المعايير البيئية السليمة الخاصة بالاستهلاك المحدود للطاقة والمياه والإنتاج المنخفض للنفايات بالإضافة للاعتماد قدر الإمكان علي الموارد المتجددة وتعزيز التوعية بالقضايا البيئية كما أن العلامات البيئية بصفة عامة تساعد مقدمي الخدمات السياحية علي تحديد القضايا الحرجة والتي تطلب تطبيق الحلول الفعالة بيئيا وتؤدي إلي تطبيق وسائل مجدية في مجال الرصد والإبلاغ عن الأداء البيئي كما تسهم في تسويق المنتجات السياحية, والعلامات البيئية التي تلعب دورا مباشرا في رفع الوعي بأهمية حماية البيئة بين السكان والإقليميين والمحليين من خلال ربط القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالحماية البيئية( مثل تشجيع شراء واستخدام المنتجات المحلية الأمر الذي يفيد المجتمع المحلي) ومن هنا أصبحت العلامات البيئية للمنشآت الفندقية ضرورة لجميع الفنادق المصرية وتطبيقها للمعايير العالمية تكسب تلك الفنادق مميزات كثيرة فهي تهدف إلي تثقيف وتعريف العاملين والمهتمين بقطاع السياحة المعلومات اللازمة عن المعايير الخاصة بالعلامات البيئية الخاصة بالاتحاد الأوروبي للفنادق والتي كان لها اسهاماتها في زيادة أعداد السائحين بدول الاتحاد كما أن لها تأثيرها الكبير في خفض مصاريف التشغيل لتلك المنشآت خاصة بالنسبة لاستهلاك الطاقة والمياه مع المحافظة علي البيئة والاعتماد علي مصادر الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية بقدر الإمكان ومن هذا المنطلق يأتي السعي للتطبيق في مصر خاصة المناطق السياحية مثل الغردقة ومرسي علم ومرسي مطروح والإسكندرية وشمال وجنوب سيناء لذا سيتم من خلال مشاركة6 دول حوض البحر الأبيض المتوسط وهي فرنسا وإيطاليا واليونان وتونس والأردن ومصر في ورشتي العمل استعراض نماذج واقعية للفنادق والمنشآت السياحية الأوروبية الحاصلة علي العلامة البيئية والفوائد التي حصدتها من حصلوا عليها كما سيتم التركيز علي عدة موضوعات تتعلق بتوفيق الأوضاع البيئية مثل ترشيد الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة والإدارة السليمة للمخلفات مع خفض كمياتها لأقل قدر ممكن.