يحتاج التنظيم الدولي الجديد إلي قانون جديد يجرم الفتن بكل اشكالها ويعمل علي إخمادها في مهدها بكل الآليات والإجراءات الفاعلة ودعما لميثاق الأممالمتحدة الذي يتصدره التعايش السلمي بين شعوب الأرض فالفتن تهدد أمن واستقرار العالم, وسيادة القانون يجب ألا تفرق بين أبيض وأسود أو شيعي أو سني أو أي عرق أو أي شعب, فالكل متساوون أمام العدالة. لقد أصبحنا بحق نعيش عصر الفتن. ولننظر إلي ما قاله د. طه حسين في توصيفه الفتنة الكبري وما أثارت من عنف وما خلفت من خراب وضحايا.. وقد انتهت هذه الفتنة التي شب نارها في المدينة سنة خمس وثلاثين للهجرة بقتل عثمان, إلي هذه المرحلة من مراحلها بعد أن اتصلت ثلاثين عاما أو نحو ذلك, وبعد أن اثارت من الخطوب الجسام, وبعد أن سفك فيها ما سفك من الدماء, وأزهق فيها ما أزهق من النفوس, وانتهك فيها ما انتهك من الحرمات, وفرق فيها المسلمون شعيا وأحزابا. وأتأمل المشهد الحالي في مصر بكل الأسي والألم.. وأخشي عليها من مخاطر الصراعات والانقسامات والعنف المتزايد, وأدعو الله أن يحفظها من الفتنة التي هي أشد من القتل, ولعن الله من يوقظها أو يشعلها. تامر محمد حمدي باحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية