ولما سأل نيرون شاعرا لطيفا رقيقا باسما أنيقا: وأنت شاعر طبعا؟ قال: أمرك يامولاي! سأله: هل تحب أن تكون شاعرا؟ قال: أمرك يامولاي! سأله:وكف تنظم شعرك؟ قال: لا اعرف كيف.لكني أنام واصحو من نومي فأجدني أتغني بأبيات لا أعرف كيف جاءت ولا من أين؟ فأصدر نيرون امره: أن هذا شاعر.. وأن الشعر لايجئ إلا أثناءالنوم! ويقال ان الشاعر الإغريقي ايمندس دخل احد الكهوف ونام به 57 عاما.. وخرج وقد نظم شعرا كثيرا..واعجب من ذلك انه كان قد حفظ كل ما قاله الشعراء خارج الكهف, مع أن أحدا لم يقترب منه ولا هو من احد. فكل ذلك قد جاءه في النوم! ويقال ان الضابط الفرنسي روجيه دليل قد دخل فراشه يوم 14 إبريل سنة 1792 ونهض من نومه ليجد أنه قد نظم انشودة المارسييز ولحنها أيضا وهو نشيد الثورة الفرنسية. والشاعر الإنجليزي كولريدج كتب قصيدته الطويلة كوبلا خان سنة 1797 أثناء النوم! والفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل لم ينظم شعرا قط..ولكنه اندهش عندما صحا من نومه وامسك قلما يكتب قصيدته الوحيدة في ستين بيتا جاءته في النوم ونقحها أثناء النوم..ولما صحا كتبها مرة واحدة! وكان أمير الشعراء أحمد شوقي يكتب معظم القصيدة.. فإذا أراد ان يكتب مطلعها فإنه يستسلم للنوم..فإذا صحا كان قد وجد مطلع القصيدة وأبياتا أخري وخاتمتها أيضا. أما شاعرنا الرقيق اللطيف البحتري فإنه كان يمشي بين البيوت وبين الخيام ويتحدث إلي نفسه.. كأنه يشجع نفسه علي إكمال قصائده فيقول: ما اعظمك.. ما اروعك..ما اصدقك.. هات ياسيدي هات! وبعد ان يقيم حفلات التكريم لنفسه يجلس إلي جوار أي حائط وينام فإذا القصيدة كلها قد حضرت! وكان الشاعر الفارسي الفردوسي يقول: ما أتعسنا نحن الشعراء.. فقراء إذا صحونا.. آلهة إذا نمنا!! وللفردوسي هذا البيت وهو يقارن بين الشعراء والملوك: الشعراء ملوك يرقصون أثناء النوم.. والملوك ينامون أثناء رقص الشعراء! amansour.ahram.org.eg المزيد من أعمدة أنيس منصور