أمريكا تلعب الآن على المكشوف.. ومن لم يعجبه يخبط رأسه في أجدع حيطة أمامه! لقد طالعت خبر نشرته جريدة الأهرام يوم السبت 22 أكتوبر بعنوان: "في سرية تامة تجري السفارة الأمريكية استعداداتها لإعادة فتح مكتب منظمة فريدوم هاوس بشكل غير قانوني وفي تحد غريب لقوانين الدولة المصرية".. وبالأمس قرأت أيضا: "ماهر وإسراء ومحفوظ في مؤتمر مصر الثورة - واشنطن.. فلماذا تقيم واشنطن مؤتمر كهذا وهل هؤلاء هم فقط الممثلين عن الشعب المصري! سأترك للقارئ حرية التفكير وكيفية الربط بين الخبرين وقراءة ما بين السطور مع عرض مقتطفات لمحتوى الخبرين. بالنسبة للخبر الأول: "..سبق وقد أغلقت السفارة الأمريكية هذا المكتب علما بان هناك مكاتب لمنظمات أمريكية تعمل بصورة غير شرعية.. ومن المنتظر أن ترأس فرع المنظمة في مصر احدي السيدات اللاتي يطلقن عليهن ناشطة سياسية, وقال مصدر قانوني أن الخارجية المصرية تستطيع اللجوء لقاضي الامور الوقتية لإغلاق المكتب وفقا لمبدأ انه إذا كان هناك أمر يحيق خطرا فيتم اللجوء لقاضي الامور الوقتية ولا يتم الانتظار لمراحل التقاضي". طبعا من المعروف أن منظمة فريدوم هاوس احدي المنظمات التي تأسست عام 1941 بدعم من وكالة المخابرات الأمريكية وبدعم مباشر من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وكان الهدف من تأسيسها مواجهة الشيوعية والاتحاد السوفيتي وبعدها انتقل الصهاينة من أوروبا لمراكز المال والبورصة والإعلام في نيويورك حيث سيطر اللوبي اليهودي علي فريدوم هاوس وسخروها في العلن لمصلحة أمريكا ولمصلحة إسرائيل في السر. ويتم تمويل فريدوم هاوس من نفس الشخصيات التي تمول الايباك مثل جورج سورس الملياردير الصهيوني وهيئة الوقف القومي للديمقراطية مؤسسة أمريكية حكومية. الجدير بالذكر أن فريدوم هاوس قامت بتدريب عدة آلاف من المصريين ونجحت إلي حد ما في استقطاب جيل جديد من النشطاء لا يعادون أمريكا وإسرائيل ومن بينهم عدد من المدونين، من خلال خطط لاختراق سيادة الدول والإطاحة بنظم الحكم فيها واحتلالها سلميا, وتقوم بتمويل ما يسمي بالنشطاء وبعض الصحف التي تسمي مستقلة. وتعتمد خططها في الثورات علي الإضراب والمقاطعة والاحتجاج والمظاهرات والعصيان المدني واستخدام الإعلام في تهييج الجماعات الدينية والعرقية والأقليات ولديها العديد من الطرق لقلب أنظمة الحكم من خلال منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وتمويلها وتحويلها إلى فئران تقرض ببطء كل مقومات الدولة, فريدوم هاوس هي منظمة تابعة للمخابرات الأمريكية لصناعة العملاء تحت دعوي نشر الديمقراطية وتعليمها وخطورتها أنها تصدر تقارير ترسلها للأمم المتحدة للتحقيق ويتم تحويلها لقرارات ثم مجلس الأمن كما حدث في العراق والسودان. أما الخبر التالي فيقول: "في افتتاح مؤتمر مصر الثورة بواشنطن, قال النشطاء أحمد ماهر وإسراء عبد الفتاح وعبد الرحمن سمير وأسماء محفوظ أن القوي الثورية تطالب بإقصاء المجموعات التي تعادي الثورة وتعمل علي نشر الفتنة في ربوع الوطن خاصة بين المسلمين والمسيحيين".. قال أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل أن خطاب نظام حسني مبارك لا يزال قائما وعملية تخوين شباب الثورة تسير علي قدم وساق وكل من يعمل لمصلحة البلد هو خائن ويحمل أجندة خارجية وعاد ماهر إلي الوراء مشيرا إلي أن صدمة النظام السابق مما فعله شباب الثورة هائلة وقال إنهم في عام 2008 كانوا يشيرون إلينا بأننا مجرد شوية عيال لاسعين. كما دعت أسماء محفوظ الإدارة الأمريكية إلي التوقف عن حماية الطغاة في العالم العربي, ووجهت الآنسة أسماء من منبر واشنطن رسالة إلي الحكومة المصرية وقالت: "أقول لكم.. اتكسفوا علي دمكم". وقال نائب الكونجرس جيم موران، أمام المؤتمر أن مصر قد وضعت معايير جديدة للشرق الأوسط بعد الثورة المصرية وان دولا كبيرة في المنطقة مثل تركيا وإيران يرقبان ما يحدث بعناية فائقة, مؤكدا أن شباب الثورة المصرية يقع علي عاتقه ضرورة الإصرار علي تحقيق أهداف الثورة. وقد دعا الحضور إلي دعم مطلب المصريين في الخارج للتصويت في الانتخابات المقبلة.. وهنا أقول: بالطبع هذا أبسط حق لحقوق المصريين في الخارج، خاصة أنهم أكثر متابعة لأوضاع الدولة عن بعض من في الداخل! الأمر لله من قبل ومن بعد، ولا يسعني في النهاية إلا مطالبة جهاز المخابرات المصري بتكثيف متابعته لمثل هذه المكاتب المريبة، فدوره هو البحث والتفتيش علي كل المكاتب والشركات المشكوك في أمرها.. مصر يا جماعة أصبحت مرتع للدخلاء والطامعين لابد من اليقظة، اليقظة ثم اليقظة للمحافظة علي أمن مصرنا الحبيبة.. وحفظ الله مصر بوطنها وشعبها وشبابها وخاصة من “brainwash” غسيل دماغ البعض منهم. المزيد من مقالات ريهام مازن