وسط فرحة فلسطينية غامرة احتفالا باتفاق لتبادل الأسري بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية( حماس) يجري بموجبه إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شليط. فقد أعلن تليفزيون الأقصي التابع لحركة حماس إن بدء تنفيذ الاتفاق سيتم يوم الاثنين المقبل, في حين كشفت مصادر فلسطينية عن أن الصفقة لن تشمل قيادات كبيرة من الفصائل الفلسطينية مثل مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح او الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات. وأضاف التليفزيون, الذي يبث من غزة, أن الأسري المفرج عنهم سيتم تسليمهم إلي مصر علي أن يصلوا الي قطاع غزة عبر معبر رفح البري, و أضاف التليفزيون نقلا عن مصادر في كتائب القسام تأكيدها أن الإفراج عن شاليط سيتم بشكل متزامن مع الإفراج عن الأسري ضمن المرحلة الأولي. وأضافت المصادر أن قائمة المفرج عنهم ضمن الدفعة الأولي تشمل من غير الأسيرات,45 أسيرا من القدس و5 من أسري عرب إسرائيل, وأسيرا من الجولان, و131 من قطاع غزة, و268 من الضفة الغربية, علي أن يتم إبعاد203 الي المنفي في دول لم يتم تحديدها بعد بينما يعود110 الي الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ومن جانبه, أكد مسئول بارز في حركة حماس أن صفقة تبادل الأسري لن تشمل قيادات كبيرة من الفصائل الفلسطينية مثل مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح او الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات, او القياديين العسكريين في حماس عبد الله البرغوثي وعباس السيد وإبراهيم حامد بعد رفض إسرائيل الإفراج عنهم, الأمر الذي انتقدته السلطة الفلسطينية. كما نفي القيادي أي معلومات حول شمول الصفقة الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي لدي مصر أو مصريين, أو تطرقها لنواب الحركة المهددين بالإبعاد من مدينة القدس أو المضربين والمهددين بالإبعاد. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت بأغلبية ساحقة في ساعة مبكرة من صباح أمس علي صفقة تبادل الأسري مع حركة حماس. وصوت26 وزيرا لمصلحة الاتفاق الذي سيتم بموجبه إطلاق سراح أكثر من ألف أسير وأسيرة من الفلسطينيين مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, بينما صوت ثلاثة وزراء ضد الاتفاق. وبعيد إعلان الموافقة انطلقت أصوات هتافات وتصفيق من خارج خيمة الاحتجاج المقامة أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو,الذي تقيم فيه أسرة شاليط منذ بضعة أشهر. وقالت والدة شاليط للصحفيين عقب قرار موافقة الحكومة علي صفقة تبادل الأسري إن الفرحة تغمرها. وبينما عم الارتياح المستويين الشعبي والرسمي علي الجانب الفلسطيني, قال وزير الداخلية الإسرائيلية رئيس حركة شاس, ايلي يشاي, إن قرار المصادقة يعد قرارا مؤلما وقاسيا لكنه ضروري. ونقلت صحيفة( جيروزاليم بوست) الإسرائيلية في نبأ أوردته علي موقعها الالكتروني عن يشاي قوله: إن هذه الصفقة مهمة جدا للافراج عن الجندي وكان من الضروري عقدها هذه الأيام. وفي وقت ظهرت فيه تسريبات إسرائيلية حول الصفقة, كشفت مصادر مطلعة للأهرام النقاب عن ان التوصل للأتفاق المبدئي علي صفقة شاليط جري يوم الخميس الماضي بالقاهرة. وقالت المصادر أن يوم الخميس شهد مرونة لدي حركة حماس وإسرائيل ساهمت بالتوصل الي اتفاق علي قائمة الاسماء التي تشمل450 اسيرا فلسطينيا, وكذلك مكان الافراج عن عدد كبير من الاسري, حيث أدي هذا التقدم الي التوقيع يوم الاحد علي تفاصيل الصفقة ليبدأ بعدها ماراثون من اللقاءات السرية في إسرائيل لإقرارها. وأوضحت انه بمجرد إبلاغ تل ابيب بالأتفاق المبدئي دعا رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو لإجتماع شديد السرية لأعضاء الحكومة الأمنية المصغرة( الكابينيت) أستمر من الثامنة مساء الأحد حتي الرابعة فجر الأثنين وافق معظم الوزراء خلالها علي الصفقة ولم يرفضها سوي وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ونائب رئيس الحكومة موشيه يعلون( بوجي) وهو مدير سابق للشاباك. وقالت أن الكابينيت التقي سرا مرة أخري مساء الأثنين لاجراء مشاورات أضافية وصباح الثلاثاء أتصل بنيامين نيتانياهو بمبعوثه في القاهره ديفيد حاخام ليبلغه الموافقة علي الصفقة. وأشارت المصادر إلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لعب دورا مهما في اقناع نيتانياهو بالموافقة علي مبدأ الصفقة.