فضيحة مصرية جديدة! مر خبر خسارة مصر لمنصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط مرور الكرام وبدون تعليق او تفسير من وزارة الصحة او الحكومة. وعلينا ان نقول مبروك للمرشح العراقي الدكتور علاء علوان الفائز بالمنصب خلال انتخابات جرت بمقر المكتب الإقليمي للمنظمة بالقاهرة, خلفا للدكتور حسين الجزائري الذي أمضي خمس دورات استغرقت 25 عاما.. وفاز علوان ب11 صوتا مقابل 9 أصوات لمنافسه اليمني الدكتور عبد الكريم يحيي راسخ.. فيما حصل مرشح مصر الدكتور عوض تاج الدين علي صوت واحد!! لقد ذكرتنا تلك الخسارة بصفر المونديال الكبير, والشبه بينه وبين الصوت الواحد لتاج الدين, هو آفة الإدارة المصرية في التعامل مع الترشيحات للمناصب العربية والدولية. فمن يتولي عملية الترشيح لا يريد ان يتعلم من دروس الماضي ويرفض اللجوء الي ذوي الخبرة والحكمة لضمان نزاهة الشخص الذي وقع عليه الاختيار وكيفية دعمه قبل إجراء عملية التصويت لضمان الحصول علي اكبر عدد من الأصوات, لنتجنب هذه الخسارة العربية والدولية. كان حريا بوزارة الصحة ان تتريث في مسألة الترشيح او علي الأقل التخلي عن عملية المنافسة في الدورة الحالية حتي تستقيم الأمور في مصر وتجاوز المرحلة المضطربة الراهنة. بيد ان قيادات الوزارة يبدو انها لم تعرف قدر مصر ومن ترشح. ولعل القرار الصائب كان التركيز علي دعم مرشح معين أو عدم الترشح مصريا الآن, رغم انه لا احد يقلل من كفاءة تاج الدين وإمكانياته العلمية والطبية, هذا بغض النظر عما اذا كان لقب بأنه أحد رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. اعتقد ان خسارة المنصب لم تكن مفاجأة للمسئولين في وزارة الصحة, خاصة وان الموقع الالكتروني لصحيفة الدستور (الأصلية) نوه في وقت سابق نقلا عن مصادر طبية, الي ضرورة التوفيق في اختيار المرشح. و طالبت تلك المصادر مجلس الوزراء والمجلس العسكري بالتريث في ترشيح تاج الدين لهذا المنصب المرموق, وأن تكون هناك معايير واضحة لاختيار من يحمل اسم مصر للترشح في هذا المنصب. لقد ضاع منصب مدير عام منظمة اليونسكو بسبب تغليب المحاباة علي المبادئ العلمية في اختيار المرشح, وها نحن نكرر مأساتنا القديمة الجديدة. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري