الحكاية أن الشعب الذي اتلسع من شوربة المجلس العسكري عام 1954, لابد أن ينفخ في زبادي مجلس 2011. ليس صحيحا أن الثورة كانت نتاج 18 يوما فقط.. الصحيح هي نتاج 59 سنة من الظلم والقهر وحكم الرجل الواحد للحزب الواحد. أظن أن جماعة 6 إبريل تعيد إنتاج جماعة 5 يونيو بالتفصيل. نصف المصريين يسبون الآن النصف الآخر, والنصف الثاني يدعون علي النصف الأول. يتعامل مرشحو الرئاسة علي أنهم فازوا في الانتخابات, أو أنهم أعضاء مجلس إدارة شركة مصر المساهمة التي ورثوها بوضع اليد. تبدو مصر الآن مثل قطار انطلق بأقصي سرعة, وفجأة اكتشف الركاب أنه بلا سائق ولا قضبان, ولا أحد يعلم متي يصل إلي أي محطة. مثلما كان عدم وجود قيادة للثورة ميزة, اتضح أنه سلبية أغرت قوي كثيرة في الداخل والخارج بالاستثمار في ملء هذا الفراغ السياسي. الحكاية أن الشعب ظل نائما ولا يريد الاستيقاظ 59 عاما, والآن استيقظ ولا يريد النوم. مادام المجلس العسكري لا يستقبل إلا هؤلاء الأربعين فردا, فلماذا لا يعينهم ونوفر مصاريف ووقت الانتخابات. أبسط حل لمصر الآن أن يعمل كل مصري وظيفته بضمير واجتهاد ويقوم بثورة علي نفسه ليتغير كي تتغير بلده. لا شيء تغير بدليل اهتمامنا بمرشح الرئاسة الفرد علي حساب مرشحي البرلمان المؤسسة. واضح أن إجراءات تطبيق قانون الغدر لن تسري علي الانتخابات المقبلة, وبذلك يفقد قيمته علي الأقل لكل من حارب لإصداره. سوف تسكت كل الأصوات المحرضة علي الفوضي الفترة المقبلة, خوفا من أن تنتقل إلي عواصمهم وربما قصورهم. يعطي من لا يملك لمن لا يمثل الأمة.. تلك هي العلاقة بين المجلس الأعلي والأحزاب السياسية. رفض الأمريكان التعامل إلا مع حكومة منتخبة,فلماذا يطالبون الآن بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي من الحكومة غير المنتخبة. وظائف جديدة في مصر الآن.. من الأعيان.. صاحب أطيان.. مفكر.. خبير.. محلل., ثورجي.. عضو ائتلاف.. وغالبا ما يتحول لمذيع. في مصر 150 ألف حازم يعملون ويجاهدون وثاروا في الميدان وعادوا لأعمالهم إلا حازم واحد يملأ الفضائيات ضجيجا وغضبا من إقالته قبل تعيينه. هل يعرف أحمد السمان اللغة الأوردية لكي يعمل مستشارا إعلاميا في الهند, أم أن العلاقات الاجتماعية تعفيه من هذا الشرط. لو امتنع كل مصري عن تدخين سيجارة واحدة في اليوم لمدة سنة لوفرنا دولارات المعونة الأمريكية! أهم إنجازات حكومة الدكتور شرف حتي الآن إلغاء التوقيت الصيفي. المزيد من أعمدة سيد علي